خمس باحثات مغربيات ضمن المتوجات بجائزة المواهب الشابة المغاربية 2023
عرفانا وتقديرا لأبحاثهن المتميزة ودعمهن في السعي لتحقيق نتائج علمية متميزة، في مجالات العلوم الهندسية والتكنولوجيا، توجت مؤسسة “لوريال” ومنظمة الـ”يونسكو” خمس باحثاث مغربيات بجائزة المواهب الشابة المغاربية 2023 “لوريال-اليونسكو من أجل النساء في مجال العلوم”.
ويخص هذا التتويج كلا من مروة صفا مشوش بمشروعها: “التخليق الحيوي للجسيمات النانوية الفضية والذهبية، وتصميم اتحادات الليكتين النانوية من أجل نهج علاجي مستهدف”، ووفاء باباي التي حمل مشروعها عنوان “تعزيز البيئة التعفنية لسرطان المبيض: علامات حيوية جديدة للكشف المبكر والاستراتيجيات العلاجية”.
كما خصت الجائزة أيضا نسرين نوج بـ”المعالجة البيئية لمياه الصرف الصحي باستخدام منتجات الصيد المشتركة عن طريق التخثر الحيوي – الامتصاص الحيوي ومعالجة الحمأة عن طريق التسميد الدودي”، وفاطمة الزهراء أزار بـ“تطوير عملي جديد لاستخلاص الزيوت العطرية من النباتات الطبية والعطرية”، إضافة إلى حنان يعقوبي التي اشتغلت على “تحسين عمليات التصنيع المضافة”.
واختارت لجنة التحكيم المكونة من خمسة باحثين مغاربيين مرموقين، برئاسة البروفيسور عبد العزيز بن جواد، نائب رئيس قسم البحث والتطوير بالجامعة الدولية بالرباط وأستاذ في علم الأحياء، 63 مرشحة (طالبات دكتوراه وما بعد الدكتوراه) في المغرب العربي، من بين 92 ترشيحا.
وحصلت العالمات القادمات من الجزائر وتونس والمغرب، ومن مجالات بحثية متنوعة للغاية، على منحة قدرها 10000 أورو أي 110000 درهم، مما يوفر لهن دعما خاصا في فترة حاسمة في مسيرتهن العلمية، كما ستساعدهن الجائزة على مواصلة عملهن البحثي ونقل شغفهن بالعلم، من أجل إلهام علماء الغد.
وفي هذا السياق، أوضحت المديرة العامة – لوريال المغرب، ليلى بنجلون، أن “إطلاق البرنامج في المغرب قبل 17 عاما، وتوسيعه ليشمل المغرب العربي قبل 10 سنوات، تم خلاله تقديم 85 منحة دراسية، مؤكدة التزام المؤسسة بزيادة الإدماج في البحوث وتشجيع الشابات على ممارسة المهن العلمية، سيما وأن لوريال المغرب مقتنعة بأن المرأة تتقدم بالعلم، والعلم يتقدم بالعالم.
وأضافت أنه بعد تأسيس شركة لوريال على يد كيميائي منذ أكثر من 110 أعوام، فإن البحث ظل جزءا من حمضها النووي والابتكار هو جوهر استراتيجيتها.
بدوره، قال إريك فالت، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالمغرب العربي، “أحرزت منطقة المغرب العربي، على مدى العقود الماضية، تقدما كبيرا في دعم التكوين العلمي بين أوساط الشابات، وتسهيل وصول النساء في المنطقة إلى الدراسات العلمية العليا ودعمهن في حياتهن المهنية.
وفي هذا السياق، أكد أن البرنامج الذي تديره اليونسكو ولوريال في المغرب العربي بشكل مشترك، يهدف إلى مكافأة وتشجيع خمس عالمات شابات لامعات من المنطقة وجعلهن قدوة لنساء أخريات.
وأشارت مؤسسة لوريال ومنظمة اليونسكو، إلى أنه “في الواقع، لا يزال مسار المرأة في هذه المجالات محفوفا بالعقبات، بعضها موجود منذ الطفولة بسبب خلفيات اجتماعية ونمطية متعددة، متسائلين، كم عدد الفتيات الصغيرات اللاتي لازلن يشعرن بأنهن غير قادرات أو يفتقرن إلى الثقة بالنفس للتجرؤ على دخول هذه القطاعات؟ إن خلق الظروف التي تسمح لهن بالتعبير عن إمكاناتهن الكاملة والانخراط في العلوم، منذ سن مبكرة، تصبح ضرورة ملحة، الأمر الذي ينطوي على وجه الخصوص على تعزيز “نماذج القدوة النسائية”.
هذا، ولايزال حضور المرأة في البحث العلمي اليوم ضئيلا للغاية: فهي لا تمثل سوى 33.3 في المئة من الباحثين في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى ذلك، فإنهن يواجهن صعوبات في متابعة مسيرتهن العلمية والحصول على التقدير الذي يستحقونه. في الوقت الذي تم منح أقل من 4 في المئة من جوائز نوبل العلمية للنساء في جميع أنحاء العالم.
جدير بالإشارة أن هذا التتويج جاء بمناسبة الدورة السابعة عشرة من أجل النساء في مجال العلوم بالمغرب والعاشرة بالمغرب العربي، التي انعقدت الخميس المنصرم بالدار البيضاء.