“ألعاب الأدوار”: معرض جماعي لسبع نساء من زمن طنجة الدولية
بتواصل برواق “مؤسسة التصوير الفوتوغرافي بطنجة” معرض الصور الفوتوغرافية “ألعاب الأدوار”، الذي يجمع صورا فوتوغرافية لسبع مبدعات من زمن طنجة الدولية والوقت الراهن.
ويقدم هذا المعرض، الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي ويستمر إلى غاية 31 يناير 2025، أعمال سبعة مصورات موهوبات للغاية، تتمتع كل واحدة منهن برؤية شخصية مستقلة وعميقة حول كيفية التعبير عن المشاعر كامرأة من خلال فن التصوير الفوتوغرافي.
ويقدم المعرض صورا تحويلية، مثل الممثلات اللاتي يلعبن الأدوار، حيث تختفي هؤلاء النساء في صورهن ليخلقن شخصيات غامضة عاطفيا وهن أمام العدسة، إذ يضم زواق المعرض أعمالا استبطانية للكونتيسة كاستيليوني، وأعمال فرانشيسكا وودمان المبكرة والعميقة التي تعكس حياتها الوجيزة.
بالإضافة إلى صور سيندي شيرمان وهي عبارة عن مجموعة مختارة تستعرض أبرز مواهبها، التي جعلت منها أحد الفنانين المرموقين ضمن جيلها.
وإلى جانب المبدعات من زمن طنجة الدولية، يشهد المعرض مشاركة أربع فنانات مغربيات معاصرات من اللواتي كسبن شهرة أكيدة في المجال، ويتعلق الأمر بأمينة بنبوشتى، وصفاء مزيرة، وفاطمة مزموز، وفاطمة الزهراء سري، حيث تعكس أعمالهن روح الوجود الأنثوي في السياق الثقافي المغربي.
وفي هذا الشأن، أشار رئيس مؤسسة التصوير الفوتوغرافي بطنجة، دانيال آرون، إلى أنّ تمثيل الذات هو موضوع يتكرر دوما في تاريخ الفن، ويشكل جزءا من المواضيع التي يتم التطرق إليها بشكل منتظم منذ بداية فن التصوير الفوتوغرافي.
وأشاد آرون بهذا المعرض الذي “يردد صدى هذا الموضوع لتضمنه سبعة أعمال للكونتيسة كاستيلوني (القرن 19) إلى سيندي شيرمان”.
وبعد أن أبرز أن صور هؤلاء المبدعات هي كلماتهن، أكد المتحدث “أن الأمر يتعلق بمبدعات عظيمات تطرقن لموضوع تمثيل النساء في الحياة الخاصة والعامة، يستخدمن أوجههن وأجسادهن، يتخيلن الديكور بوجودهن او بغيابهن، يصنعن التسريحات والزينات، يلبسن أو يتنكرن”.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب عرف مجموعة من الضغوط الاستعمارية خلال القرن 19 ومطلع القرن 20، انتهى بفرض الحماية عليه سنة 1912م، فتم تقسيم المغرب إلى منطقتي نفوذ فرنسية وأخرى إسبانية، بينما ظلت طنجة تعيش وضعا خاصا اصطلح عليه بالوضع الدولي.
وأمام رفض فرنسا لمسألة تدويل طنجة والتي كانت تعبر فيها عن موقف المعارضة المغربية لهذه المسألة، سيتم التوقيع على معاهدة التدويل في 18 دجنبر 1923م بعد سلسلة من المساومات بين القوى الإمبريالية، خاصة بين فرنسا وبريطانيا لتصبح طنجة دولية.
وخلال هذه الفترة، عرفت طنجة وضعا دوليا فريدا من نوعه في العالم، وكان الوضع يصب في إطار فقدان المدينة لهويتها المغربية، وإضفاء صبغة غربية عليها، إلا أن فطنة المغاربة بقيادة المغفور له محمد الخامس وقفت أمام كل المحاولات الاستعمارية إلى فك ارتباط طنجة بالمملكة، والمطالبة باستقلال المدينة وعودتها إلى سيادة المغرب رغم القمع الذي مورس ضد الوطنيين المطالبين بالحرية.