سينما

إذا كنت تشك في وجود فرصة ثانية للنهوض بعد الفشل فشاهد هذه الأفلام

بعد سنة من أصعب السنوات التي لم تترك أحدا إلا وأثرت عليه، اقتصاديا أو اجتماعيا، نتوقف أمام مجموعة من أكثر الأفلام إنسانية، يجمعها قاسم مشترك، هو أن الفرصة الثانية قد تكون أقرب مما نتخيل، إذا توافرت المحاولة المدعومة بالصداقة الجميلة.

موسيقى القلب

“موسيقى القلب” (Music of the Heart)، فيلم اقتبسته باميلا غراي من قصة حقيقية عن معلمة لآلة الكمان تُدعى روبرتا غواسباري، أنشأت برنامجا موسيقيا من لا شيء لمدرسة ثانوية في شرق هارلم، وكافحت حتى وصلت هي وطلابها إلى مسرح كارنيغي. وأخرجه ويس كرافن، عام 1999.

روبرتا (ميريل ستريب) أُم مطلقة حديثا لولدين صغيرين، تعاني بمفردها من أوقات عصيبة للعثور على عمل، جاءت إلى نيويورك عام 1980، مسلّحة بـ50 آلة كمان بالإضافة إلى معتقداتها.

أظهرت روبرتا جلدا ومثابرة وسعة حيلة، حتى أسست برنامجا موسيقيا، امتد ليشمل 3 مدارس، وحظي بشعبية كبيرة على الرغم من جميع الصعوبات، ليصدر قرار من مجلس التعليم بوقف تمويل برنامجها، لكنها ترفض القبول به وتأبى الاستسلام، وتقاتل من أجل الحصول على فرصة ثانية، ولم تهدأ حتى يعدل المجلس عن قراره، وتصل إلى القمة حيث مسرح قاعة كارنيغي.

لتدخل التاريخ كامرأة عادية حققت أشياء غير عادية على مدى 10 سنوات، قادت فيها طموحات وأحلام المئات من الطلاب ذوي الأداء الضعيف.

هارفي فرصة أخيرة

“هارفي فرصة أخيرة” (Last Chance Harvey)، فيلم كتبه وأخرجه جويل هوبكنز، عام 2008. يحكي قصة حب جذابة بين هارفي (داستن هوفمان) مؤلف الإعلانات التلفزيونية، الذي تصله رسالة على هاتفه الخلوي بطرده من العمل، في الوقت الذي تتسبب فيه حركة المرور في تخلفه عن الطائرة المتجهة إلى لندن لحضور حفل زفاف ابنته، التي أخبرته أنها تفضل أن يمثلها زوج أمها في مراسم الزفاف بدلا منه. ليكون هذا كافيا ليشعر هارفي بأنه ليس أبا جيدا.

وكيت (إيما طومسون) المرأة التي تتميز باللباقة، لكنها لا تعيش أفضل أوقاتها هي الأخرى، بعد تجربة عاطفية فاشلة، وأم وحيدة مهووسة تتصل بها هاتفيا على مدار الوقت.

بعد أن التقيا لفترة وجيزة بدا فيها هارفي فظا مع كيت في المطار، ثم جمعهما بؤس عميق في اليوم التالي وحيدين في مقهى. فاعتذر لها هارفي محاولا التعرف عليها من جديد بلطف أقرب إلى الكمال.

لنراهما بعد ذلك يُطيلان التجول في لندن، ويتجنبان الحديث عن همومهما حتى يتعزز التفاهم بينهما، فيرافقها هارفي إلى درس الدراما، وتبدأ كيت حديثها معه عن سبب فشل علاقته بابنته، وتنصحه بحضور حفل زفافها. وبالفعل يذهب بصحبتها، ويلقي خطابا مؤثرا يعيد فيه الأمور إلى نصابها.

ابدأ مرة أخرى

“ابدأ مرة أخرى” (Begin Again) موجات من الفكاهة وارتعاش القلب والرومانسية الساحرة، مع موسيقى لا تقاوم بشكل مثير، في فيلم كتبه وأخرجه المخرج الأيرلندي جون كارني، عام 2013.

يحكي قصة دان (مارك روفالو) منتج الأسطوانات الذي يرى قارب حياته المهنية يغرق، وزوجته تتركه بعد أن حطم أسرته، وابنته المراهقة تضيق بفشله، فيهيم على وجهه مُتسكعا في مترو أنفاق نيويورك، حتى يعثر في إحدى الحانات على غريتا (كيرا نايتلي)، كاتبة الأغاني التي أثار عزفها المتردد على الغيتار وصوتها الطفولي تثاؤب الجمهور.

لكن الكلمات التي غنّتها لامست مشاعر دان مباشرة لتقاطعها مع محنته، فأشعلت رأسه المخمور وأيقظت شغفه الموسيقي الذي فقده منذ فترة طويلة، لينطلق مع غريتا نحو بداية جديدة في سلسلة من حفلات الأرصفة والتسجيل على الأسطح، حتى تصبح أصوات صفارات الإنذار، وأبواق السيارات، وصور صناديق القمامة، جزءا لا يتجزأ من أغانيهم، في مشهد سريالي ساحر.

وبعد أن عاشت غريتا 5 سنوات مع كاتب الأغاني ديف كول (آدم ليفين) -قبل أن تجعله الشهرة أحمق مخادعا- لم يعد مناسبا للنقاء الذي تبحث عنه. وتشرع هي الأخرى في بداية جديدة مع دان الذي ألهمته الفرصة ليجعل منها نجمة، ويجمع الأموال لتسجيل ألبومها.

داني كولينز

“داني كولينز” (Danny Collins)، فيلم جذاب وإن كان لا يخلو من الميلودراما والحوار الحاد، كتبه وأخرجه دان فوغلمان عام 2015.

ويحكي عن داني كولينز (آل باتشينو) المُغني العجوز الذي يحاول أن يكتشف المعنى الحقيقي للحياة، بعد سنوات من الشهرة والتخبط والتيه، لم يفكر خلالها في شيء سوى المال والمتعة حتى وجد نفسه في النهاية مجرد مهرج أضاع العقود الثلاثة الأخيرة من حياته المهنية في أعمال تافهة وعلاقات مزورة، وتلال من الأموال التهمتها المخدرات.

وبعد سلسلة من الصدمات العاطفية وبضع ليال بلا نوم، تأمل فيها كولينز حياته وصورته، قرر أن يكافح ليصبح رجلا أفضل وفنانا أعمق، وأن يمنح نفسه فرصة أخيرة، ولو بالتخلي عن كل الرذائل مقابل الخلاص. وحدث هذا التحول بعد أن فاجأه مدير أعماله، فرانك (كريستوفر بلامر) برسالة من المغني الإنجليزي جون لينون، أرسلها إلى كولينز في عام 1971، لكنها لم تصله طوال هذه السنوات.

فيقوم بإلغاء جولته ذات الأجر الضخم، ويحاول الإقلاع عن الكحول والمخدرات، ويطرد امرأة أصغر منه كانت تخونه، ويبدأ في كتابة أغان جديدة رائعة، ويعيش حياة خالية من التباهي.

ويذهب إلى فندق في ضواحي نيو جيرسي، ليبدأ رحلة العودة إلى ابنه توم دونيلي (بوبي كانافال) الذي يعيش مع ابنته وزوجته الحامل، بعد أن انفصل عنه منذ فترة طويلة، محاولا كسب ودهم من خلال الرحلات النهارية والتسوق. لكنه يظل يتجه ببطء نحو التعافي ثم يتراجع، إلى أن يدرك حجم التحديات والجهد الذي يجب أن يبذله بالفعل لتحقيق هدفه في الفوز بفرصة ثانية.

https://youtube.com/watch?v=1swagexUevs

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى