أخبار

بعد النعجة دوللي… نجاح أول عملية استنساخ لقرد مكاك ريسوسي

بعد أن تم استنساخ قرد ريسوس في عام 1999 يدعى تيترا، بتقنية تستخدم تقسيم الأجنة، نجح علماء صينيون في استنساخ قرد مكاك ريسوسي، الذي أصبح يبلغ سنتين ويتمتع بصحة جيدة، من خلال تحسين التقنية التي أدت إلى ولادة النعجة دوللي في عام 1996، وفق ما أفادت به دراسة نُشرت نتائجها أول أمس الثلاثاء.

ويأمل هؤلاء العلماء في أن تؤدي تقنيتهم الجديدة، التي تستخدم المشيمة، إلى استنساخ قرود مكاك ريسوسية متطابقة، للاستعانة بها في الأبحاث الطبية، بعد أن واجهوا سنوات من الفشل قبل أن يحققوا مبتغاهم في نهاية المطاف.

ومنذ استنساخ النعجة دوللي باستخدام تقنية النقل النووي للخلايا الجسدية في عام 1996، تم إنشاء أكثر من 20 حيواناً ثديياً مختلفاً باستخدام هذه العملية، بينها كلاب وقطط وخنازير ومواش. إلا أن العلماء احتاجوا عقدين من الزمن بعدها من أجل استنساخ أول حيوان من الرئيسيات التي يصعب استنساخها.

وبالاعتماد على تقنية النقل النووي للخلايا الجسدية في عام 2018 بمعهد علم الأعصاب التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في شنغهاي، بقيادة تشيانغ سون، المعد الأول للدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”، وُلِد زوج من قرود المكاك الطويلة الذيل المتطابقة وراثياً، سُمّيا هوا هوا وتشونغ تشونغ.

ويعتبر هذا التطور إنجازاً علمياً، حتى لو كان أقل من 2 في المئة من قردة المكاك الطويلة الذيل المستنسخة على قيد الحياة عند الولادة.

كما أن جميع المحاولات لاستنساخ قرود الريسوس (Macaca mulatta، وهو نوع أعطى اسمه لنظام فصيلة الدم “ريسوس”)، قد باءت بالفشل.

استنساخ البشر أمر صعب للغاية

وبعد تحريات المعهد الصيني في أسباب هذا الفشل، خلص إلى أن السبب الرئيسي يكمن في أن المشيمة التي توفر العناصر الغذائية اللازمة لنمو الأجنة المستنسخة أظهرت عيوباً بالمقارنة مع المشيمة الناتجة عن الإخصاب في المختبر للقردة غير المستنسخة.

ومن أجل ذلك، قام الباحثون باستبدال خلايا المشيمة المستقبلية، المسماة الأرومة المغذية، بخلايا جنين سليم غير مستنسخ، حيث حسنت هذه التقنية  بشكل كبير معدل نجاح الاستنساخ بتقنية النقل النووي للخلايا الجسدية، وأدت إلى ولادة المكاك الريسوسي المستنسخ.

وفي هذا السياق، أكد تشيانغ سون أن القرد سُمّي “ريترو” وبات يبلغ عامين، مشيرا إلى أن الجانب السلبي تمثّل في أنّ واحداً فقط صمد من الأجنة الأولية البالغ عددها 113، بمعدل نجاح أقل من 1 في المئة وفق ما أشار لويس مونتوليو، من المركز الوطني الإسباني للتكنولوجيا الحيوية.

وإذا ما عمل باحثون على استنساخ بشر في يوم من الأيام – وهو الخوف الكبير في هذا المجال من البحث – يتعين أولاً النجاح في استنساخ أنواع أخرى من الرئيسيات، كما يقول هذا العالم في المركز الإعلامي العلمي البريطاني (“اس ام سي”).

وفي تعليقه حول هذا الموضوع، أوضح لويس مونتوليو أن معدل النجاح المنخفض لهذا البحث “يؤكد أن الاستنساخ البشري ليس غير ضروري ومثير للشكوك فحسب، بل أنه إذا تمت محاولته، فإنه سيكون صعبا للغاية وغير مبرر أخلاقيا”.

ويدعم تشيانغ سون هذه الفرضية، معتبرا أن استنساخ الإنسان “غير مقبول” في جميع الظروف.

وتتكون تقنية الاستنساخ الإنجابي SCNT (“نقل نواة الخلية الجسدية”) من إنتاج نسخة وراثية من الحيوان عن طريق استبدال نواة البويضة غير المخصبة بخلية من الجسم (خلية جسدية) للحيوان المتبرع، لتكوين جنين يمكن نقله إلى رحم أم بديلة.

وقد تم بالفعل استنساخ قرد ريسوس يدعى تيترا في عام 1999 بتقنية أخرى تستخدم تقسيم الأجنة، وهي عملية بسيطة لكن لا يمكنها إنتاج سوى أربع نسخ في المرة الواحدة، لذلك، ركز العلماء على تقنية “نقل نواة الخلية الجسدية” جزئياً لأنه يمكن أن يُنتج عدداً أكبر من الحيوانات المستنسخة، بهدف إنشاء قرود متطابقة وراثياً لدراسة أمراض معينة واختبار الأدوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى