رواية عن الحب والحرب تثير استياء الأردنيين

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن عاصفة من الغضب والاستياء بسبب رواية يرى المحتجون أنها تتضمن إيحاءات جنسية وعبارات إباحية، ما اضطرت معه وزارة الثقافة الأردنية لسحب الرواية من المكتبات.

وقالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار إنها اتخذت قرار سحب رواية “ميرا” بعد ثبوت احتوائها على نصوص خادشة، في حين اعتبر مدير المشروع بوزارة الثقافة أحمد راشد، أن هناك عبارات في الرواية لا يتقبلها بعض الناس، ويمكن أن تسيء للشعور العام.

وعلى الرغم من سحب الرواية من معارض “القراءة للجميع” في مختلف مراكز التوزيع بالمملكة الهاشمية، إلا أن المدافعين عنها يقولون إنها تقوم في بعدها الدرامي على تناقضات الواقع في بعديه السلبي والإيجابي لإبراز الصور الإيجابية، وهو ما يعرف بتيار الوعي الذي أسست له الروائية والناقدة الأدبية فيرجينيا وولف.

وضجت منصات التواصل بتعليقات غاضبة من الرواية، وسط تساؤلات عن إجازتها من دون رقابة، كونها موجهة للأسرة رغم احتوائها على عبارات خادشة للحياء.

وتجري أحداث الرواية في تسعينات القرن الماضي في مكانين رئيسيين وهما عمان ونوفي ساد في يوغسلافيا السابقة. أما ميرا، بطلة الرواية، فهي فتاة يوغسلافية مسيحية أحبت “رعد” الأردني المسلم الذي ذهب إلى بلادها للدراسة بمنحة من الحزب الشيوعي، ويصورها الكاتب على أنها تشبع رغباتها بشغف وعنف من الرجال، في إشارة إلى سيطرة حاجة الجسد والشهوة عليها.

تزوجت ميرا من رعد بعد أن اتفقا على أن تظل على مسيحيتها، وبعد مرور أكثر من ربع قرن على هذا الزواج، الذي أثمر ولداً وبنتاً، اندلعت الحرب الأهلية في يوغسلافيا، ما أصاب رعد بالرعب من القتل بسبب ديانته، فقرر الفرار إلى وطنه الأصلي الأردن. ولم يكن أمام ميرا من خيار سوى الرضوخ لقرار زوجها، والعودة معه إلى الأردن مع ابنتهما رجاء المراهقة الجميلة.

أما ابنهما شادي فقد قرر أن يبقى في يوغسلافيا، وأن يتطوع مع جيش “صربيا” المسيحي ضد شعب البوسنة المسلم، وذلك بعد أن فشلت كل محاولات الأبوين في إقناعه للعدول عن قراره، وردعه عن المشاركة في هذه الحرب الطائفية.

وعلى الرغم من اعتبار البعض أن” الشهوانية” في الرواية تأتي ضمن السرد الروائي الذي يحارب أفكارا كثيرة كالطائفية والحرب، يرى كثيرون أنها منافية للآداب لما ورد فيها من تصوير لفظي لمشاهد إباحية.

أما المؤلف، فهو واحد من أهم أعلام الرواية الأردنية والعربية الحديثة. قاسم توفيق من مواليد عام 1954 ، روائي وقاص أردني، بدأ النشر عام 1974 بإصدار مجموعة من القصص القصيرة في الصحف والمجلات الأردنية والعربية، وأصدر أولى مجاميعه القصصية عام 1977 بعنوان “آن لنا أن نفرح”.

و”ميرا” هي العمل الروائي الثالث عشر لقاسم توفيق، ونذكر من عناوينه الروائية الأُخرى “ماري روز تعبر مدينة الشمس” (1985)، و”أرضٌ أكثر جمالاً” (1987)، و”ورقة التوت” (2000)، “رائحة اللوز المرّ” (2014)، و”نزف الطائر الصغير” (2017)، و”نشيد الرجل الطيّب” (2020). ومن عناوينه القصصية “مقدّمات لزمن الحرب” (1980)، و”سلاماً يا عمّان سلاماً أيتها النجمة” (1982)، و”ذو القرنين” (2009).

Exit mobile version