ثقافة

الرباط: العرض المسرحي “حلم بلا حدود… فاطمة المرنيسي”

استضاف “رواق ضفاف” التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الإثنين في الرباط، العرض المسرحي “حلم بلا حدود .. فاطمة المرنيسي”، من إعداد وإخراج آن لور لييجوا، وأداء الممثلتين أمل عيوش وسناء عاصف.

وتنقل هذه المسرحية، التي اتخذت شكل حوار بين الممثلتين، عبر توليفة فنية من النصوص المختارة للكاتبة من قبيل: “سلطانات منسيات”، و”الحريم السياسي”، “هل أنتم محصنون ضد الحريم؟”، و”شهرزاد ترحل إلى الغرب”، و”الحب في البلدان المسلمة”، المقدمة من خلال محاضرة متخيلة لعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي في قالب مسرحي، جوانب مختلفة من طفولة وشباب المرنيسي، ومواقفها وأحلامها وحكاياتها المطرزة بخيوط نساء الحريم، المفعمة بألوان الحلم ورسومات تحلق في المدى البعيد، برعت النساء في تطريزها ونقلها إلى بناتهن وحفيداتهن في ذلك العالم المغلق والمسموح لرب الأسرة فقط. 

كما تنقل المسرحية مجموعة من شذرات نصوص المرنيسي الفكرية المناهضة لكل أشكال التمييز بين النساء والرجال، ومفهوم “الحريم” بين الماضي والحاضر، ونضالها المستميت من أجل إنصاف المرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، والكشف عن المفاتيح السحرية لعالمة الاجتماع التي تمكنت من كشف العديد من المفارقات، ليس في المجتمعات العربية المسلمة فقط، بل وحتى في المجتمعات الغربية.

وبالمناسبة، صرحت أمل عيوش، أن عرض هذا العمل المسرحي في رحاب رواق ضفاف لأول مرة ينطوي على ميزة خاصة، مشيرة إلى أن “هذا الفضاء المخصص للمعارض الفنية البصرية يتيح قربا مكانيا خاصا من الجمهور “.

وأعربت عيوش عن سعادتها بنجاح هذا “المشروع الفني الفريد”، مضيفة أن “عملية تركيب نصوص غير درامية وصهرها في بوتقة العمل المسرحي، شكلت تحديا كبيرا، لكنها أتاحت مشاركة أهم أفكار فاطمة المرنيسي مع الجمهور عبر عرض لا يزيد عن ساعة واحدة”.

من جهتها، أكدت الممثلة سناء عاصف أن “هذه التوليفية الفنية لفلسفة فاطمة المرنيسي أتاحت للجمهور اكتشاف جوانب من حياة هذه السوسيولوجية، التي قد لا تظهر من خلال الدراسة الأدبية والعلمية لأعمالها”، لاسيما “الطابع الطرائفي والحبكة القصصية اللذان استطاعت من خلالهما المرنيسي طرح أفكارها بسلاسة”.

تجدر الإشارة إلى أن عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي ولدت في فاس (1940-2015)، وتابعت دراساتها بمدينة الرباط ثم في جامعة السوربون فيباريس، وفي الولايات المتحدة حيث حصلت عام 1973 على الدكتوراه في العلوم الإنسانية. ومنذ الثمانينات، اشتغلت كأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وفي عام 2003 حصلت على جائزة أستورياس في الأدب، فيما نالت في عام 2004 بهولندا جائزة إيراسموس عن موضوع “الدين والحداثة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى