أخبارإقتصاد

صناعة الموضة والألبسة.. أي دعامات لتحقيق التعافي؟

صناعة الموضة وحدها، تعد ثالث أهم قطاع صناعي في العالم بعد السيارات والتكنولوجيا، وتقدر قيمتها بنحو 2.4 مليار دولار، إلى جانب كونها توفر 75 مليون وظيفة

(سلمى البدوي – ومع)

تحتاج صناعة الموضة؛ هذا السوق العالمي للألبسة الذي تستفيد منه أقوى اقتصادات العالم بشكل كبير، أكثر من أي وقت مضى، إلى مخطط إقلاع حقيقي بعد أزمة وبائية عصفت بقوة بهذا القطاع.

وإذا كانت هذه الصناعة، التي تضررت كثيرا بسبب الإغلاقات المتتالية والقيود الصحية المفروضة، معروفة بمجموعات العلامات التجارية الكبرى أو حتى بعروض الأزياء الأكثر شهرة، فإن قطاع النسيج وحده لا يمثل سوى أقل بقليل من نصف هذا السوق.
وتتكون هذه الصناعة من قطاعات أخرى؛ خاصة تلك المتعلقة بالمصنوعات الجلدية، والأحذية، والساعات، والمجوهرات، والعطور، ومستحضرات التجميل، وكذلك البصريات؛ والتي لم تسلم بدورها من تداعيات الجائحة، وما زالت تكافح لاستعادة التعافي.
فصناعة الموضة وحدها، تعد ثالث أهم قطاع صناعي في العالم بعد السيارات والتكنولوجيا، وتقدر قيمتها بنحو 2.4 مليار دولار، إلى جانب كونها توفر 75 مليون وظيفة.

وتستمر غالبية العلامات التجارية في هذا العالم الخاص بالألبسة، والتي تأثرت كثيرا جراء أزمة كوفيد-19، في بيع مخزونات السنة الماضية التي كان من الممكن أن يتم بيعها خلال فترة التخفيضات. حتى أن سلاسل متاجر على المستوى العالمي تؤكد احتفاظها بمخزونات لم يتم بيعها بعد وتقدر قيمتها بملايين الأورو.

الأزياء التقليدية الراقية وخاصة القفطان، هي التي تتصدر الموضة. فالقفطان المغربي، رمز الثقافة المغربية

وبالنسبة للمغرب، فإن الأزياء التقليدية الراقية وخاصة القفطان، هي التي تتصدر الموضة. فالقفطان المغربي، رمز الثقافة المغربية، تم تقديمه في جميع أنحاء العالم من قبل أكبر خطوط الملابس والمصممين من خلال عروض للأزياء.
وبحسب المتخصصين في هذا السوق، فإن أزمة فيروس “كورونا”، أثرت بشكل كبير على قطاع الصناعة التقليدية المغربية، خاصة اللباس التقليدي، لاسيما مع انخفاض الطلب. هذا الانخفاض في الطلبات والمشتريات يعزى إلى غياب أو إلغاء العديد من التظاهرات، خاصة عروض الأزياء وحفلات الزفاف، حيث يحظى القفطان والأزياء الأخرى التقليدية بشهرة كبيرة.


ومن المؤكد، أنه تم تضافر الجهود في هذا المجال لإيجاد حلول يمكن أن تساعد هؤلاء الصناع التقليديين على الخروج من هذه الأزمة. ويتعلق الأمر، على الخصوص، بتوفير أماكن لإقامة المعارض في الفضاءات التجارية الكبرى، لدعم هذا القطاع الذي يشغل أكثر من مليوني شخص؛ ضمنهم حوالي 230 ألف صانع تقليدي، ويمثل نحو 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، مع تسجيل رقم معاملات عند التصدير يفوق 890 مليون درهم في سنة 2021.
كما أن الوزارة الوصية، وقعت في مارس 2021، اتفاقية مع مجموعة التجاري وفا بنك، لتمكين الصناع التقليديين المغاربة من الاستفادة من المنتجات التمويلية والمواكبة غير المالية من خلال مراكز دار المقاول التي ستزودهم بالمعلومات والتكوينات في المجالات المتعلقة بالتمويل.
وعلى الرغم من هذه الجهود، لا يزال الصناع التقليديون والمهنيون بهذا القطاع غير قادرين على تجاوز تداعيات الأزمة لكن لازال يحدوهم الأمل في تحقيق ذلك، على غرار العلامات التجارية المغربية للألبسة الجاهزة التي تمكنت، رغم المنافسة الأجنبية القوية، من الصمود.
ومع ذلك، فإن صناعة الموضة في المغرب تظهر بوادر انتعاش، خاصة بعد رفع الحجر الصحي، والتخفيف التدريجي من القيود المفروضة، وإعادة فتح الحدود؛ بفضل السير الجيد لحملة التلقيح. وتبدو علامات التفاؤل لدى كافة مكونات هذه الصناعة، خاصة المصممين، ومصانع الألبسة والملابس الجاهزة، وكذا عروض الأزياء الراقية.
أما على الصعيد العالمي، فإنه من غير المتوقع أن يعود قطاع الموضة هذه السنة إلى المستوى الذي كان عليه قبل الأزمة، لأن المنظومة ككل، حسب المراقبين، عرفت تحولا عميقا بسبب الجائحة.
وبالتأكيد، فإن عالم الموضة هو عنوان للمعان والرفاه والأناقة، ولكن وراء هذه القطع الجميلة والمجموعات المختلفة، تتوارى مجموعة من المهن التي تجعل الكثير من الناس يحلمون. بائعون وبائعات في متاجر الملابس الجاهزة، ومصممو أزياء، وتجار مكلفون بالتواصل حول ماركات الملابس. عالم بأسره يطمح إلى استعادة هذا العالم الخاص بالموضة لتوهجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى