في مثل هذا اليوم من سنة 1935 توفي المفكر التونسي الطاهر الحداد

في مثل هذا اليوم من سنة 1935 توفي الطاهر الحداد الذي كتب في خاتمة امرأتنا في الشريعة و المجتمع :
هذا هو صوتي أرفعه عاليا بقدر ما لي فيه من قوة العقيدة و راحة الضمير. و لو أمكنني أكثر من هذا لفعلت. و يا ليتني كنت أستطيع أن أصرخ كالبركان الهائل عسى أن أزعج برعدي جميع الذين مازالوا يغطون في نومهم غارقين في أحلامهم الضالة التي جعلتنا في هذا العالم مثالا لسخرية القدر.
إنني أدعو جميع التونسيين مهما اختلفت آراؤهم و أميالهم لا إلى تصديقي فيما أقول فهذا يبعد كثيرا عن مثلي. و لكنني أدعوهم إلى التأمل معي في ذات الموضوع و خطره على مستقبل حياتنا إذ بقينا مستسلمين للحوادث العابثة بنا، ناسبين ذلك إلى الأقدار التي لا تغالب ، تائهين في صحراء الماضي، جاحدين فضل الجديد من العلم و الفكر ، زاهدين في العمل الذي يشرّفنا مقبلين على آخرتنا مسودّةٌ وجوهنا و ملطخة بالعار الذي لا يمحي من تاريخنا.
و قبل أن أختم القول أراني مدفوعا بقوة غريبة إلى أن أحيي بروحي الملتهبة و بانحناء العابد المستغرق آمالي في نهضة المرأة و الشعب التونسي عموما. و إذا كنت اليوم أراها بعيدة في النظر فإني أراها قريبة في اتحاد الألم و الشعور و الفكر ، و ماثلة في العلم و التربية و التضحية في سبيلهما، ذلك هو سر خلاصنا من آلام الموت و انبثاق فجر الحرية الصادق.

Exit mobile version