مشروع “الفرصة الثانية” مبادرة للحد من الهدر المدرسي وإعادة احتواء المنقطعين عن الدراسة

- Advertisement -

رشيد العمري  (ومع)

لأهمية العلم في دحض ظلمة الجهل، وتحقيق ملامح التقدم والرفاه، جاءت تجربة مبادرة “الفرصة الثانية” التي تتوخى بناء جيل جديد من المتعطشين لمعانقة رحاب المؤسسات التعليمية بعد مفارقتها، وتمكينه من إثبات الذات والمساهمة في خلق مجتمع متكامل ومتراص البنيان.
وقد لقيت المبادرة، في نسختها الثانية، إقبالا متزايدا من قبل مجموعات من الشباب والشابات الذين استطاعوا بفضل مشروع “الفرصة الثانية” الاندماج في سوق الشغل، خاصة بعد النتائج جد الإيجابية التي أسفرت عنها النسخة الأولى، حيث إن الفوج الأول من خريجيها اندمج في سوق الشغل بنسبة تزيد عن 70 في المائة.

وفي هذا الصدد، أكد السيد عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الإقبال المتزايد دفع بالأكاديمية إلى التفكير في رفع عدد المراكز المستقبلة لهذه الفئة إلى 42 مركزا على مستوى جهة الدار البيضاء سطات مقابل 18 من المراكز المحدثة حتى الآن.
وقال السيد طالب إن الأكاديمية لا تدخر جهدا في توفير ما يكفي من الدعم المادي واللوجستي لتحفيز الجمعيات الشريكة على المساهمة في النهوض بعاملي التكوين والتدبير بهذه المراكز، والتي يتوقع أن ينتقل عدد المستفيدين من خدماتها من 2486 مستفيد حاليا الى نحو 4100 في أفق سنة 2030.
وأشار إلى أن نتائج هذه التجربة في وضعها الآني فاقت كل التوقعات، وهو ما يتأكد من خلال عدد المراكز الذي تضاعف بمعدل 200 في المائة. فبإنشاء 18 مدرسة للفرصة الثانية “الجيل الجديد” على مستوى الجهة، تكون الأكاديمية اليوم قد تخطت التسع مدارس المتعاقد عليها مع الوزارة الوصية، يقول السيد طالب، داعيا إلى ضرورة مواصلة كل هذه المساعي من خلال العمل على تكثيف الشراكات لخلق مزيد من المؤسسات الجديدة.
وفي أفق تعميم هذا الصنف من المراكز خلال 2023 على مختلف المديريات الإقليمية للتربية والتعليم بالجهة، فقد أقدمت الأكاديمية على تنزيل مشروع مجدد غايته المثلى مواكبة الجيل الجديد عبر مختلف آليات التوجيه والتأهيل التربوي والاستئناس المهني التي تستهدف أساسا الشباب واليافعين المنقطعين عن الدراسة والتحصيل.
ويراهن من خلال برامج هذه التجربة على المزاوجة بين التأهيل التربوي من أجل إكساب المستفيدين للكفايات الضرورية لإعادة إدماجهم في التعليم النظامي أو في التكوين المهني، والاستئناس الحرفي والتكوين المهني للمساعدة على إكسابهم المهارات الأساسية من أجل مواصلة التكوين أو الإدماج السوسيو مهني، وكذا احتواء المستفيدين من خلال المرافقة والتوجيه والمواكبة لمساعدتهم على بناء مشاريعهم الخاصة أو إيجاد فرص للإدماج في سوق الشغل.
وقد اتخذت بعض الجمعيات من الرياضة، كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة ”تيبو إفريقيا“ بصفتها فاعلا بارزا في مجال الابتكار الاجتماعي، ملاذا لاحتواء الفئات الشابة بغية إعادة تأهيلهم من أجل إبراز قدراتهم ومساعدتهم على امتلاك آليات الاندماج في سوق العمل.
وهذا ما تتطلع “تيبو إفريقيا” إلى تجسيده أيضا على مستوى القارة السمراء، حيث إنها تخطط خلال سنة 2022 لإطلاق ثلاث مبادرات إفريقية من شأنها إحداث تأثير إيجابي لفائدة 17500 فتاة وامرأة، وذلك اعتمادا على سلسلة من الحلول المبتكرة والشاملة والمستدامة التي تقدمها عبر ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها سواء الفردية منها أو الجماعية.
وتأتي هذه المبادرة، على غرار نظيراتها المتعددة الأبعاد والمجالات، انسجاما مع الرؤية الإستراتيجية المعتمدة من قبل الوزارة الوصية برسم الفترة 2015-2030، خاصة إلزامية التعليم وتعزيز المكتسبات الوطنية في مجال النهوض بتربية وتكوين جميع الأطفال دون تمييز، بمن فيهم الذين يوجدون في وضعية خاصة، والمنحدرين من الهجرة، وذلك رغبة في تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص.
وفي المنحى ذاته، اعتبر المغرب برنامج التربية غير النظامية رافعة أساسية لتعميم التمدرس وللقضاء على الهدر المدرسي وعلى مظاهر الأمية من المنبع، وذلك بإتاحة فرصة ثانية أمام الأطفال غير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة، والسعي وراء اكتسابهم للمعارف الضرورية الضامنة لحقوقهم وفي طليعتها الحق في التعليم والتكوين.
وعلى هامش حفل افتتاح مدرسة الفرصة الثانية بالمدينة القديمة للدار البيضاء، بهدف إعطاء دفعة قوية للرياضة المدرسية كمشتل لصناعة الأبطال الرياضيين الواعدين، أبدى عدد من المتدخلين في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتربية واليوم العالمي للرياضة النسائية، عن استعدادهم الدائم لمساندة مثل هذه المبادرات التي انخرط فيها عدد من الشركاء المؤسساتيين وفعاليات المجتمع المدني وممثلي القطاع الخاص