المغرب

“زهرية مراكش”: الدورة 12 لموسم تقطير ماء الزهر

في إطار احتفالية “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي” لسنة 2024، تتواصل بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الـ12 لموسم تقطير ماء الزهر، “زهرية مراكش”، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة بتقديم تطبيقي للطريقة المغربية الأصيلة في تقطير ماء الزهر من قبل مليكة عبادي، وهي مدرسة لعلوم الحياة والأرض سابقا وحاملة للخبرات المتعلقة بهذا التراث المغربي الأصيل.

ويقطر ماء الزهر من خلال أزهار النارنج (الزنبوع) بالاعتماد على “القطارة” وهي وسيلة قديمة مصنوعة من النحاس الأحمر ومكونة من 3 أجزاء (الجزء الأسفل “الطنجرة”، والجزء الوسط “الكسكاس” والجزء الأعلى “قبة القطارة”، حيث لكل جزء دور جوهري في عملية التقطير.

وتشهد النسخة الحالية لهذا الحدث السنوي تنظيم عدد من جلسات الاحتفاء بمراسم تقطير ماء الزهر بعدد من الأمكنة ذات الرمزية الثقافية منها مقهى الحكواتيين بين الفنادق ورياض حدائق المدينة، وضريح الشيخ سيدي بنسليمان الجزولي، ودار الشريفية، وعروض ودورات لتلقين المتعلمات والمتعلمين كيفيات تقطير ماء الزهر.

وفي تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس جمعية منية مراكش، جعفر الكنسوسي، أن الجمعية عملت على استخلاص المراسم العائلية المتعلقة بتقليد تقطير ماء الزهر وجعلت منها حدثا ثقافيا يعزز الحضور الثقافي والحضاري للمدينة الحمراء.

وأضاف: “عملنا على أن يحضر في هذه التظاهرة الشباب ذكورا وإناثا والنساء”، مشيرا إلى أن “العقل النسوي الكيس هو الذي يرجع له الفضل في صون هذا التراث المهم على مر القرون”.

هذا، وتعد تظاهرة “زهرية مراكش” ترسيخا للأجواء والتقاليد المرتبطة بعملية تقطير ماء الزهر بمدينة مراكش، حيث اعتادت الأسر منذ قرون خلت أن تحتفي بـ”تقطار الزهر” مع حلول فصل الربيع من كل سنة. وقد توارثت النساء المراكشيات هذه العادة كتقليد بهي وموروث ثقافي متجذر في تاريخ مدينة النخيل والحضارة المغربية العريقة.

ولم يعد، موسم تقطير ماء الزهر منحصرا في الإطار الأسري، بل أصبح حدثا ثقافيا عاما واحتفاليا يساهم في تعزيز إشعاع المدينة الحمراء التي باتت برمتها تشارك في هذه التظاهرة في أجواء من الفرح والاحتفالية مما يسعد الساكنة وأيضا السياح الذين يتوافدون بكثافة على المدينة خلال هذه الفترة من السنة، وفق المنظمين.

ومن خلال “زهرية مراكش”، المسجلة منذ 2022 لدى منظمة (الإيسيسكو) كتراث ثقافي للعالم الإسلامي، سعت جمعية “منية مراكش”، إلى صون هذه المراسم والمحافظة عليها، وذلك باقتراح إدراجه في لائحة التراث الثقافي غير المادي الوطني لدى وزارة الشباب والثقافة والتواصل، كما تعمل الجمعية على تسجيل هذا الموسم السنوي ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى منظمة “اليونسكو”.

ونشير إلى أن هذه التظاهرة الثقافية الموسمية، التي انطلقت السبت المنصرم وتستمر إلى غاية 26 من الشهر الحالي، تسهر على تنظيمها “جمعية منية مراكش” بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جماعة مراكش، فضلا عن عدد من الفاعلين المؤسساتيين والثقافيين والخواص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى