أخبار

الأب الروحي للبرمجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي يستقيل من منصبه في غوغل

فوزية طالوت المكناسي

في تغريدة له يوم الإثنين عبر صفحته على “تويتر”، أعلن جيفري هينتون عن تقديمه لاستقالته من منصبه لدى عملاق التكنولوجيا “غوغل” كتحذير من “كابوس” الذكاء الاصطناعي وتبعاته على الإنسانية ومخاطره المتزايدة”.

ويعد هينتون رائدا من رواد تشكيل أنظمة الذكاء الاصطناعي ويشتغل على الشبكات العصبية التي تعمل على تشغيل العديد من المنتجات المعاصرة.

وقد عمل بدوام جزئي في غوغل لمدة عقد من الزمن في جهود تطوير الذكاء الاصطناعي، وأصبحت لديه مخاوف بشأن هاته التكنولوجيا من النتائج والإمكانيات التي توصل إليها؛ إذ يقول أن “سلبيات برامج هذا القطاع “كتشات جي بي تي” مخيفة للغاية”.

وعن تقديم استقالته، كتب هينتون في تغريدته: “غادرت حتى أتمكن من التحدث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي دون التفكير في كيفية تأثير ذلك على غوغل”. وأضاف: “لقد تصرفت غوغل بمسؤولية كبيرة.”

ويعتمد الذكاء الاصطناعي على مجموعة من التقنيات والأساليب المتقدمة مثل تعلم شبكات العصبية الاصطناعية، ومعالجة اللغة الطبيعية، والتفاعل الإنسان والكمبيوتر، والتصنيع الذكي، والروبوتات وعدة منظومات بما فيها المنظومة الحربية.

وتعد التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من الأدوات الحديثة التي أحدثت ثورة في مجالات عدة، ويعمل بواسطة جمع البيانات الضخمة وتحليلها بواسطة خوارزميات. ويتم استخدام هذه الخوارزميات لتحليل سلوك البشرية والتنبؤ بأدائها واحتياجاتها اليومية. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء برامج شخصية تتكيف مع حاجيات الإنسان وطريقة عيشه. ولا ندري إلى حد اليوم ماهي التأثيرات التي ستصيب البشر على إثر الاستعمال الغير العقلاني. بل هناك بعض الدراسات التي دقت ناقوس الخطر لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يفوق تحكم البشر فيه.

وتأتي استقالة جيفري هينتون بعد الرسالة المفتوحة للتحذير التي طرحها عدد من المختصين والباحثين في عدة جهات تجارية وحكومية وأكاديمية تنبه إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي، ويطالبون من خلالها التريث في إطلاق برامج الذكاء الاصطناعي ودراسة المخاطر المحتملة الناتجة عن استخداماته. والتفكير في الآليات القانونية المرافقة لهذا التطور.

ويمكن اختزال المخاوف التي يشعر بها الناس عموما من انتشار الذكاء الاصطناعي في ثلاثة أمور، وهي تلاشي الخصوصية وفقدان الوظائف وتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان بشكل يفقد معه الإنسان السيطرة على مجريات حياته.

ويطرح كدلك السؤال الفلسفي التالي، فإن استطاع الذكاء الاصطناعي تقديم جميع الحلول وتنفيذ مختلف المهام، بل كذلك القيام بالتفكير بدلا من الإنسان، وفي بعض الأحيان بشكل أفضل منه، فماذا سيكون دور الإنسان في الحياة؟

لنتخيل معا لو أن الكمبيوتر والروبوتات استطاعت القيام بجميع المهام اليومية التي يمارسها الإنسان حاليا، فماذا سيكون دورنا إذن في الحياة؟

مجرد التفكير في هذا السؤال يصيبني بالهلع…

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى