رياضة

لأول مرة في التاريخ.. الصافرة الناعمة تقود مباريات كأس العالم 

متابعة: علاء البكري

يجمع المتابعون لمباريات كأس العالم 2022،  أن دولة قطر استطاعت أن تبهر العالم بأسره من خلالها تنظيمها لهذا العرس الكروي الكبير، وكثيرة هي المؤشرات التي تدل على أن مونديال قطر 2022، سيمثل النسخة الأفضل على الإطلاق، فزيادة على كونها أول دورة تنظم على أرض عربية، وأول بطولة ستلعب في فصل الشتاء، وآخر بطولة بنظام ال32 فريقا، ستشهد أيضا هذه الدورة مشاركة تاريخية للصافرة الناعمة في إدارة مباريات البطولة، في حدث تاريخي، طال انتظاره أكثر من 90 سنة.

وللمرة الأولى في تاريخ المونديال، ستكون الصافرة الناعمة متمثلة في ثلاث حكمات يقدن مباريات في نهائيات كأس العالم بقطر، ويتعلق الأمر بكل من الفرنسية ستيفاني فرابار والرواندية سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا، إضافة إلى ثلاث حكمات مساعدات أخريات من البرازيل والمسكيك والولايات المتحدة. والحكمات الثلاث  يأملن أن يتم الحكم على قدراتهن وليس جنسهن، وأكدن بأنهن لا يسعين إلى الأضواء بقدر ما يتطلعن إلى إثبات ذواتهن ومعهن التحكيم النسوي في هذه التظاهرة الكروية العالمية.

وقد أدرج الاتحاد الدولي لكرة القدم لثلاث حكمات ضمن قائمة من 36 حكما سيشرفون على إدارة مختلف مباريات هذا الحدث الكروي العالمي.. ويتعلق الأمر بكل من الرواندية  سليمة موكانسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا والفرنسية ستيفاني فرابار، إضافة إلى ثلاث حكمات مساعدات.
وستكون الرواندية موكانسانغا على موعد مع تسجيل اسمها بأحرف من ذهب كأول امرأة تحكم مباراة في منافسات كأس العالم للرجال في تاريخ اللعبة، عندما تطلق صافرة البداية في المباراة المرتقبة بين المنتخب الفرنسي حامل اللقب، ونظيره الأسترالي.

كأس العالم
سليمة موكانسانغا

وتم استدعاء موكانسانغا البالغة من العمر 34 عام، لتحظى بشرف التحكيم في كأس العالم بعد أن أضحت أول امرأة تدير منافسات كأس الأمم الأفريقية للرجال التي أقيمت في الكاميرون يناير الماضي،حينما نحجت بكل اقتدار في قيادة اللقاء الذي جمع بين منتخبي زيمبابوي وغينيا.
كما شاركت موكانسانغا، التي حصلت على الشارة الدولية في سنة 2012، في إدارة مباريات دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وقبلها كأس العالم للسيدات سنة 2019 في فرنسا، وكأس أمم إفريقيا للسيدات في غانا سنة 2018، علاوة على مشاركتها المتميزة في دوري أبطال إفريقيا للسيدات التي احتضنتها مصر في سنة 2021.

وعن مسألة اختيارها، قالت موكانسانغافي مقابلة أجرتها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، “إنه شرف كبير بالنسبة لي. لم أحلم قط بالمشاركة في كأس العالم للرجال”.

وأضافت ” مشاركتي في هذه المنافسة هي فرصة عظيمة أخرى أحصل عليها. وهذا يعني أن “فيفا” تدرك بالفعل أن النساء يعملن بجد، وأن التحكيم النسوي قادر على بلوغ أعلى المستويات والوصول إلى القمة ومنافسة الرجال”.

وقبل ساعات فقط من هذه المشاركة التاريخية، أعربت الحكمة الرواندية عن استعدادها التام لخوض هذا التحدي الجديد في قطر.ولمتفوت أيضا الفرصة لتوجيه رسالة تشجيع إلى كافة النساء، ولاسيما الحكمات في إفريقيا، وقالت “أينما كنتن، لا تشعرن بالخجل أو الإحباط ولا تدعن أحدا يقلل من إمكانياتكن”.
وبالنسبة إلى فرابار ذات 38 عاما، فقد بدا اختيارها لكأس العالم بمثابة الخطوة المنطقية التالية، بعد التدرج السريع لها في مجال التحكيم على أعلى مستوى في أوروبا. فقد كانت أول امرأة تدير مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي عام 2019، وفي العام نفسه تولت إدارة نهائي كأس العالم للسيدات في بلدها الأم. كما أدارت فرابار أيضا نهائي الكأس السوبر الأوروبي 2019 بين ليفربول وتشلسي الإنكليزيين، قبل أن تقود مباريات في دوري أبطال أوروبا عام 2020 ثم نهائي كأس فرنسا الموسم الماضي.

كأس العالم
يوشيمي ياماشيتا

وعلقت فرابار على مشاركتها في كأس العالم “أنا متأثرة فعلا لأنني لم أتوقع ذلك، فلا شيء يعلو على كأس العالم”. مضيفة أنها تأمل أن تكون نموذجا يحتذى به للجيل القادم من الحكمات، وأكدت أن الفيفا والهيئات الإدارية تبعث برسالة قوية من خلال وجود حكمات في هذه الدول.

أما بخصوص اليابانية ياماشيتا التي تبلغ من العمر 36 عاما، فقد برزت بشكل لافت في اليابان وأصبحت أول امرأة تدير مباراة في دوري أبطال آسيا للرجال عام 2019. استطاعت بإمكانياتها أن تنتقل إلى عالم الاحتراف في وقت سابق من هذا العام، بعد أن تخلت عن عملها كمدربة لياقة بدنية.

وأكدت ياماشيتا لوسائل إعلام أن التحكيم في كأس العالم “مسؤولية كبيرة لكني سعيدة بالحصول عليها”، مشيرة إلى أنها “لم تتخيل أبدا” أن تُمنح مثل هذه الفرصة.

قصة نجاح موكانسانغا وفرابار وياماشيتا وباقي الحكمات المشاركات في نهائيات قطر تبعث رسالة قوية إلى العالم، فحواها أن الطموح والرغبة في النجاح وتحقيق الذات لا يعترف بأي فروقات بين الجنسين، وأن العمل الجاد والمثابرة والعزيمة هي العوامل الوحيدة التي تصنع الفارق.

ونذكر أن الحكمات المساعدات اللواتي اختارهن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، لإدارة مباريات كأس العالم 2022 في قطر، تمثلن في البرازيلية نويزا فرابار، والمكسيكية كارين دياز ميدينا، والأمريكية كاثرين نيسبيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى