فن

على غامر: المنتوج المغربي غير قادر على المنافسة الدولية

الكاريكاتير...الفن الساخر

من هو الرسام غامر علي ؟

 

غامر علي هو رسام كاريكاتير مغربي  متخصص في السياسي الدولي، وصاحب تجربة  احترافية مدتها تسع سنوات  يهتم بالأحداث  والقضايا الشرق أوسطية والشمال افريقية له تجربة مع العديد من المنابر الدولية  كموقع” شبكة الجزيرة الإعلامية” و”صحيفة القدس العربي الدولية” وموقع “كرتون موفمنت الدولي”، وتنشر رسوماته في صحيفة het financieele   الهولندية، ومجلة money _orient  الفرنسية و “صحيفة العربي الجديد الدولية”. وأقام علي غامر العديد من المعارض وشارك في عدد منها في مختلف دول العالم كما شارك في العديد من المسابقات وحصل على العديد من الجوائز .

 

ما تعريفك للكاريكاتير؟

بالنسبة لي الكاريكاتير هو عمل ينتمي للفنون التشكيلية التعبيرية و ينتمي أيضا للأجناس الصحفية التعليقية التي تعلق في طبيعتها على الأحداث و القضايا و الوقائع، وعليه فالكاريكاتير هو وسيلة تواصلية تطرح وجهة نظر الرسام الصحفي في موضوع معين و تلعب المنابر الإعلامية دور قناة التواصل بين الرسام و المتلقي.

 

ما تقييمك لمستوى الكاريكاتير في بلادنا؟

الكاريكاتير المغربي للأسف على مستوى المادة لازال يتخبط في مستوى دون المتوسط، فلازالت الرسوم ضعيفة من حيث الفكرة الكاريكاتيرية و فراغ رسائلها المرسلة في أغلب الأحيان من الإضافة فأغلبها تحاكي الواقع، و من الإفادة أيضا، بحيث كثيرا ما تستهدف الأشخاص و قليلا ما تعالج الأحداث و نادرا ما تناقش الأفكار، فأغلبيتها لا تتجاوز كونها مشهد تهريجي أو “فيستيفال” مبتعدة عن الجودة الأصيلة التي تجعل من الرسم عمل كاريكاتيري عميق يحلل و يناقش المواضيع، و لعل بروز النص أكثر من الرمزية في الرسوم لخير دللي على المستوى الهزيل للكاريكاتير في بلادنا.

 

ما السبب في ذلك في نضرك؟

 

يعود ذلك لأسباب عديدة أهمها أن الرسام الكاريكاتيري المغربي يرسم كثيرا و يفكر قليلا، لأن المنبر الناشر يفرض عليه إنشاء عدد كبير من الرسوم لملئ فراغات الجريدة، ولا تهمه الجودة، فينصب تركيز الرسام نحو الكم على حساب النوع، فكان من الطبيعي أن نحصل على هذا المستوى الهزيل الذي نشاهده اليوم، فأصبح المنتوج المغربي غير قادر على المنافسة الدولية، ذلك لأنه مقيد باستخدام النصوص بالدارجة المستخدمة للعبارات المحلية و كذلك التشخيص المحلي إضافة إلى تركيزه على المواضيع المحلية نائيا بنفسه عن العالم، علاوة على أن الرسام لا يحمل قضية بل يشتغل بناء على ما توفر من مواد دسمة للتهريج أو السخرية، ناهيك عن ما سلف الذكر من محاكاة للواقع وانعدام الإفادة و الإضافة.

 

ما البديل الذي يستوجب تبنيه من طرف الحركة الشبابية لهذا الفن للنهوض به دوليا؟

الابتعاد عن التعليق المحلي المتجسد في الدارجة، بهدف توسيع الشريحة المستهدفة، فالتعليق و النص بالدارجة يحصر المتلقي على المغاربة فقط، بينما الرسام الذي يعتمد الرمزية في البرازيل و أفغانستان يتقاسم معنى الجمهور المغربي، لأن لغته هي الرمزية والصورة، بينما نحن تقيدنا النصوص و التعاليق و تمنع عنا تقاسم جمهورهم المحلي، فضلا عن تبني التشخيص و الترميز الدولي، ذلك لتوسيع شريحة المتلقي، لاعتبار أن التشخيص المحلي في الرسوم المتجسدة في رسم الشخصيات المحلية يفقد الرسم بريقه الدولي، بحيث عندما أرسم شخص بملامح رئيس الحكومة مثلا يحصر الرسم على المحلية بينما إن رسمت شخصية كرتونية لا ترتبط بشخصية واقعية ينفتح الرسم من خلال موضوعه على كافة الدول التي بها نفس القضية المعالجة من طرف الرسم، و نفس الأمر بخصوص الرمزية فعند توظيف رمزية محلية مثل ” سبع بو البطاين” يحصر المتلقي في فئة محلية بينما إن تم توظيف “بابا نويل” مثلا، فالجمهور يكون أوسع بكثير.

وكذلك  يتوجب على الشباب رفع جودة الرسوم على مستوى الفكرة الكاريكاتيرية و يتم ذلك من خلال تبني أفكار تتجنب السخرية المجانية على حساب تبني الجدية و العمق في تناول المواضيع، و من خلال ابتكار أفكار جديدة على حساب استبعاد التكرار الشائع لما ورد منها و تجاوز تبني قوالب النكت المتداولة، و أيضا يستوجب طرح رسائل قوية تعري الواقع و تكشف المستور و تفيد المتلقي لا تكرس ما هو متداول، من خلال طرح أفكار و وجهات نظر جديدة ترقى به لمستوى معرفي راقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى