المغرب

مراكش: المعرض التراثي للباس المخزني

- فرح -

تحت شعار “الأثاث المخزني: مهارات وفن عيش”، تتواصل في رحاب قصر الباهية بمراكش، فعاليات المعرض التراثي الإثنوغرافي للباس المخزني، بعرض مجموعة من التحف الفنية والتراثية للباس المخزني

ويشهد المعرض الذي افتتح في الـ5 من ماي الجاري ويمتد إلى غاية 16 يوليوز المقبل، عرض مجموعة من التحف الفنية والتراثية ذات القيم الجمالية والتاريخية والحرفية التي تجمع بين فنون الأثاث والنسيج واللباس المخزني التي تعود صناعتها لمجموعة من مناطق المملكة، ما جعل منها شهادة حية على مدى مهارة الصانع المغربي وعراقة وجمالية فن العيش التقليدي بالقصور والدور المغربية.

وتضم التحف المعروضة مجموعة متنوعة من اللباس المخزني الذي كان يرتديه قياد ورؤساء القبائل وأعيانها، وهي ملابس تتميز بجودة المواد المستعملة وتداخل تقنيات نسجه وخياطته فضلا عن اختلافه من منطقة لأخرى حسب طبيعتها الجغرافية، إلى جانب أواني لتحضير الشاي “اعمارة أتاي”، وأنواع مختلفة من الزرابي التي كانت تحيط بفضاء قصر الباهية وتنسج بالعديد من المناطق المغربية، مثل منطقة تزناخت، والزاوية الحنصالية.. وغيرها.

كما تم عرض مجموعة من اللباس المخزني (رجال ونساء)، التي تكون مصحوبة بقطع من الأسلحة التقليدية كالخنجر وحاملة البارود كرمز للزينة والقوة والقيادة، والتي تعد جزءا من المنتوجات الفنية المتواجدة بهذا المعرض التراثي، وهي تحف لها بصمات تنتمي للعديد من المدن المغربية (تنغير، أزمور، زاكورة، العيون، الداخلة، تطوان، وفاس…)، كما تضمن المعرض نموذجا من اللباس اليهودي المغربي العريق والمعروف باسم (بنيعقوب).

ويتيح هذا المعرض الفرصة للزوار والمهنيين وعشاق هذا الفن، في أن يكتشفوا المهارات الفنية التي كانت تميز أنامل الصانع المغربي في صناعة هذه التحف التاريخية، كما يعد مناسبة لتمكين الشباب من الاطلاع على هذه الفنيات الجميلة وتشجيعهم على اتخاذ المبادرة للحفاظ على هذا الموروث الثقافي.

ويرتبط المعرض ارتباطا وثيقا بقصر الباهية باعتباره “دار المخزن”، حيث شكل على مدار قرن من الزمن مركزا سياسيا وإداريا وثقافيا وفنيا متميزا. وقد تم تشييد هذا القصر من طرف أبي عمران موسى بن أحمد بن مبارك الشرقي البخاري حاجب السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (1859-1873م)

المخزني

في هذا الصدد، أوضح ربيع بيبي، جامع التحف المعروضة في هذا المعرض، أن هذه التحف تمثل جزء من مجموعة من التحف التي يحتفظ بها في خزانته، والتي عمل على جمعها لأزيد من خمسين سنة، مضيفا أنه توارث هذا العمل عن جده وعمه اللذين كانا مهتمين بهذه التحف النادرة التي تهدف إلى الحفاظ على التراث المغربي المعروف بتنوعه، إذ لكل قبيلة أو دوار خاصية متميزة في هذا الفن التراثي.

وأكد أن المنتوجات المعروضة من اللباس المخزني وغيرها من التحف تظهر خصوصية المغرب في ثقافته، ومدى تطور الصانع المغربي الذي يحاول في وقتنا الراهن عصرنة هذه الأنواع والأشكال من الألبسة، مشيرا إلى أن هناك صناعا من مناطق مختلفة مثل الرحامنة، وأزمور، أزيلال.. مازالوا يهتمون بهذا المنتوج، وهو ما يفسر ارتداء أغلبية المغاربة للجلباب والسلهام بمناسبة الأعياد الدينية.

بدورها، أبرزت حنان لبشير، محافظة قصر الباهية، أن المغرب مجسد في هذا المعرض التراثي الذي ينظم بتنسيق مع جامع التحف ربيع بيبي الذي فتح خزانة تحفه ليطل عليها جمهور قصر الباهية من مغاربة وأجانب، وهي عبارة عن مجموعة متحفية نادرة وذات قيم متعددة جمالية وتاريخية وحرفية.

وأوضحت أن المعرض ينظم حول ثلاث تيمات مختلفة تهم فن الأثاث، اللباس المخزني وفن النسيج الذي يقدم مجموعة من الزرابي التقليدية والعتيقة والأصيلة من مختلف المناطق وهي تختلف بأبعادها وأحجامها ومناطقها وزخرفتها وتقنيات نسجها، معتبرة أن هذا المعرض سيثير إعجاب الزوار ويقدم صورة مشرقة عن تاريخ وفن العيش المغربي.

يذكر أن هذا المعرض يعد الثالث من نوعه بالنسبة للفنان ربيع بيبي الذي يشارك بهذه التحف النادرة من لباس مخزني وزرابي وفن الأثاث، بعد مشاركته في أول معرض له نظم بفرنسا، وكذا بالمتحف الأمازيغي بماجوريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى