أخبار

برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى أسرة المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا.
وقال جلالة الملك في هذه البرقية إنه تلقى ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ وفاة هذه المؤرخة التي كرست أبحاثها للعلاقات بين إسبانيا والمغرب، وهو موضوع خصصت له الراحلة معظم دراساتها الرصينة من خلال تناوله بمنتهى الحياد، الأمر الذي أكسبها احترام نظرائها الإسبان والأجانب على حد سواء.
وأشارت برقية جلالة الملك إلى أنه بوفاة الراحلة دي مادارياغا، يفقد البحث التاريخي أحد أكثر أصواته موثوقية وأفضلها إطلاعا على الواقع التاريخي للعلاقات المغربية الإسبانية، لاسيما خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك لأسرة الراحلة وأقربائها عن تعازيه الحارة ومشاعر تعاطفه الصادقة، سائلا العلي القدير أن يتقبلها في ملكوته الأعلى.

وماريا روسا دي مادارياغا هي مؤرخة، باحثة، وكاتبة إسبانية، أنجزت أعمالا مهمة تتعلق بالريف، وهي حاصلة على الإجازة في الفلسفة والآداب بجامعة كمبلوتنسي بمدريد، وعلى شهادة الدكتوراه في التاريخ جامعة باريس، واشتغلت كموظفة دولية مدة أربع سنوات بـاليونسكو.

ومن أهم مؤلفاتها: «إسبانيا والريف… أحداث تاريخ شبه منسي» الصادر سنة 2000، و”عبد الكريم الخطابي والكفاح من أجل الاستقلال” الصادر عام 2010.

وتقول في مقدمة كتابها “مغاربة في خدمة فرانكو”: “لقد كانت مشاركة الجيوش المغربية، خلال الحرب الأهلية سنة 1936، إلى جانب فرانكو، في رأيي، من بين العوامل التي عملت على تأجيج وترسيخ الصورة المتجذرة سلفا في المتخيل الجماعي لدى الشعب الاسباني. بقيت تلك النظرة المرعبة ملتهبة مع مرور الزمن، والتي واكبت المواجهات بين المسيحية والاسلام، بالإضافة إلى الأحداث الحربية المتتالية بعد ذلك في اواسط القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كحرب تطوان 1859-1860، ومليلية 1893-1909، ثم حرب الريف 1921-1926. كل هذا ساعد على تأليب الأحزان بصورة حادة بالإضافة إلى أحداث 1936، إذ حينما كانت ملشيات العمال والفلاحين تدافع باستماتة عن الجمهورية، أي النظام الشرعي الذي اختاره الشعب، برز للوجود أمامها المورو، لكن هذه المرة في عقر دارها وليس فوق تراب أفريقيا. ماريا روسا دي مادارياغا

صور الماضي التي عاشها الاسبان وسمعوا عنها من آبائهم واجدادهم، تتجسد لهم من جديد: وَهْدة الذئب 1909، أنوال وجبل أعرويت سنة 1921. ولإخماد ثورة عمال المناجم سنة 1934، في بعض المناطق كـ أستورياس، عمدت الحكومة إلى جلب جيوش مغربية، لذا كان شبح المورو ما يزال متجذرا في الأذهان وبحدة عبر التاريخ، باعتبار المورو، العدو القديم.

ولقد تردد على الألسنة باستمرار، ولو أن الحكم الجمهوري منح الاستقلال، أو على الأقل الحكم الذاتي للحماية الاسبانية بالمغرب، ما تمكن فرانكو من استخدام الجيوش المغربية، التي ساهمت بقوة، إلى جانب جيوش أخرى من عسكر افريقيا، وحققت له النصر خلال الحرب الأهلية سنة 1936.

ومن بين المؤيدين لهذا الطرح، الكاتب الامريكي روبير كولودني الذي قال بأن أكبر خطأ ارتكبته الجمهورية الاسبانية هو انها لم تعلن استقلال المغرب سنة 1931. وقد سار في نفس الطرح بعض ممثلي اليسار الاسباني وبعض أعضاء الحركة الوطنية في المغرب، الذين في رأيي خلطوا بين الأماني والواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى