فيديو

رغم إعاقتها تحصل على الدكتوراه في الأمن المعلوماتي

لطيفة الراجي ابنة مدينة أكادير، شابة حصلت بإرادتها القوية وطموحها الواسع على شهادة الدكتوراه في الأمن المعلوماتي من جامعة القاضي عياض بمراكش، بعد مسار دراسي طويل في عدة جامعات مغربية. يعود الفضل حسب ما صرحت به المتحدثة لجريدة “العمق”، إلى أمها التي آمنت بقدراتها ولم تدخر جهدا في مساندتها طوال مشوار دراسي يعد بالسنين لا بالأيام. خاصة وأن لطيفة درست بعدة مدن وجامعات مغربية، مع ما يحتاج ذلك من دعم مادي ومعنوي، بحكم إعاقتها الحركية التي تمنعها من النطق والكتابة بشكل سليم. رحلة مع التكنولوجيا كانت بدايتها من مسقط رأسها سوس، لما حصلت على شهادة الباكالوريا من ثانوية الفرابي بأكادير، ثم شهادة التقني العالي من نفس المدينة، لتلتحق بمدينة الرباط وتضفر بالإجازة في إدارة الأنظمة المعلوماتية. وكانت تطمح في الدراسة حد الإعدادي فقط، لكن إرادة أمها غلبت، بل كانت أقوى بكثير من صلابة الصخر، إذ استمرت إلى أن أخذت شهادة الماستر في الشبكات والأنظمة من مدينة سطات، وتلتحق بجامعة القاضي عياض، وتحصل فيها بعد خمس سنوات على الدكتوراه، في مجال الأمن المعلوماتي. حول حماية مستخدمي أنظمة الأندرويد من التطبيقات الخطيرة. :

عون وخذلان مساره سهل الرواية صعب العيش، تخللته تحديات ومعاناة، لم يكن بالسهولة بمكان، تقول لطيفة “للعمق” لم يكن اجتياز مراحلي الدراسية الأولى سهلا، خاصة عند الامتحانات، لأنني لم أكن أستطيع إمساك القلم والكتابة على الأوراق، عكس التكوين الجامعي الذي أصبحت فيه أشتغل بالحاسوب”. تضيف لطيفة “التقيت بأساتذة تفهموا وضعيتي وساعدوني كثيرا، وآخرين يقولون لي هذا ليس مكانك، فهناك مدارس خاصة بإعاقتي، لكن أمي كانت مصرة على بقائي بجانب التلاميذ الطبيعيين في وسط دراسي طبيعي مثلهم”. وعادت بالذاكرة إلى سنوات مضت، لتقول”هناك أساتذة عوض أن يقدموا لك يد المساعدة يعملون على تحطيمك، أتذكر أن أحد الأساتذة خلال مرحلة الإعدادي كان يمنعني من اجتياز الامتحانات سواء الكتابية أو الشفوية بسبب إعاقتي”. الأم سر النجاح لا تكاد لطيفة تنسى فضل أمها عليها، فهي “لا تقبل اعتذاراتي عن القيام بأي شيء، بل كانت دائما ما تؤمن أنني سأفعل المستحيل”، هكذا تخبرنا لطيفة وتضيف، “بصراحة عندما يؤمن الوالدين بأبنائهم سيستطيعون الوصول إلى أهدافهم، لأننا كأبناء تأتينا مرحلة مراهقة وطيش، ونقرر تحطيم حياتنا بأيدينا، لكن بوجود الأبوين وبفضل دعهم سنصل إلى أهدافنا لا محال”. ولم تنسى الطالبة المجدة فضل الأستاذ الذي أطرها في رحلة الدكتوراه، الدكتور أحمد الإكرام، فاعترفت بشرف التعرف عليه والاشتغال معه، خاصة وأنه آمن بقدراتها ومعارفها بعدما تقدمت عند أساتذة آخرين ورفضوا إشرافهم، ربما لأنهم لا يعرفونها بسبب عدم دراستها في مراكش.

المصدر العمق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى