أخبار

الهجمات الإلكترونية.. بومبيو يتهم روسيا وبايدن يتوعدها بالرد والكونغرس مستاء من إدارة ترامب

قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إن الروس يقفون خلف الهجمات الإلكترونية واسعة النطاق التي استهدفت وكالات حكومية أميركية، في حين توعد الرئيس المنتخب جو بايدن بالرد على هذه الهجمات، ووسط حالة استياء داخل الكونغرس من إدارة الرئيس دونالد ترامب للمسألة.

وصرّح بومبيو لبرنامج “ذي مارك ليفين شو” الجمعة “الآن يمكننا أن نقول بشكل واضح جدا إن الروس” يقفون وراء ذلك الهجوم.

ويأتي هذا الإقرار بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون موسكو بالوقوف وراء الهجمات التي قالت مصادر أميركية إنها بدأت منذ مارس/آذار الماضي ولا تزال مستمرة.

بيد أن موسكو نفت ضلوعها في عمليات القرصنة، وأبدت استعدادها للتعاون مع واشنطن بهذا الشأن.

وكان براين مورغنستيرن نائب المتحدث باسم البيت الأبيض قد أكد أن الرئيس ترامب يعمل بشكل جاد، ويتلقى الإحاطة اللازمة فيما يتعلق بالهجوم.

وأضاف مورغنستيرن أن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين يُجري لقاءات متواصلة مع الجهات الأمنية المعنية للحد من تبعات الهجوم.

وقال إنه تم تشكيل فرقٍ للتعامل مع الهجوم تضم مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) ووزارة الأمن الداخلي ووكالة الأمن القومي.

توعد بالرد

وفي وقت سابق، توعّد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الروس بالرد على الهجمات الإلكترونية الواسعة التي استهدفت مؤسسات أميركية حساسة بينها إدارة الأمن النووي.

ففي مقابلة مع قناة “سي بي إس” (CBS) الجمعة، قال بايدن إن إدارته ستحاسب الروس أفرادا وكيانات على الهجمات السيبرانية التي طالت وزارات عدة، بينها الدفاع والأمن الداخلي والخارجية والخزانة، وإدارة الأمن النووي، ومؤسسات في القطاعين العام والخاص. اعلان

وأضاف أن إدارته ستنفق المزيد من المال على تعزيز الأمن السيبراني الأميركي.

استياء وقلق

وتأتي هذه التطورات وسط حالة من الاستياء داخل الكونغرس من تعامل إدارة ترامب مع المسألة.

وفي هذا السياق، وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الهجمات السيبرانية التي استهدفت عددا من الوكالات الفدرالية، بأنها كبيرة وبعيدة المدى.

وقالت بيلوسي في بيان إن الهجمات هي دليل مقلق على أن الجهات الفاعلة التي وصفتها بالخبيثة، بما فيها روسيا، لا تزال عازمة على تقويض الأمن القومي والديمقراطية الأميركية.

وانتقدت بيلوسي تعامل إدارة الرئيس ترامب مع الهجمات، واعتبرت أنه من المحزن والمقلق أن تغض (إدارة ترامب) طرفها عن هجمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اتهمته بالقيام بجهود مستمرة لمهاجمة الأنظمة الانتخابية وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية للولايات المتحدة.

عملية مدمرة

من جهته، وصف كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور مارك وارنر عملية الاختراق السيبراني بالمدمرة.

وقال في بيان إن الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض يظهران مرة أخرى أنهما لا يأخذان هذه المسألة على محمل الجد بما فيه الكفاية.

من جهته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري جيم ريش أن الهجوم السيبراني واسع النطاق والمستمر على وكالات وهيئات فدرالية وحكومية أميركية يشكّل ناقوس خطر.

ودعا ريش السلطات على المستويات كافة إلى إعطاء الأولوية للأمن السيبراني لحماية الأصول الأميركية الحساسة من الجهات الأجنبية المعادية كروسيا.

وشدد ريش على ضرورة أن تكون هناك عواقب لمن يرتكب مثل هذه العمليات بحق الأميركيين.

وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي آدم شيف إن “خطورة هذا الهجوم ومدته تظهران أنه لا يزال أمامنا عمل كبير وعاجل للدفاع عن معلوماتنا وشبكاتنا المهمة، وعلينا أن نتحرك أسرع مما يفعله خصومنا للتكيف مع هذا”.

اختراق وتجسس

وكان موقع “بوليتيكو” (Politico) نقل عن مسؤولين أميركيين أنه جرى اختراق الإدارة الوطنية للأمن النووي خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، كما نقل أن هناك أدلة على أن القراصنة اخترقوا شبكات الإدارة المسؤولة عن الترسانة النووية بهدف التجسس.

وقال الموقع إن مسؤولين في وزارة الطاقة كانوا يخططون اليوم لإخطار اللجان المعنية في مجلس النواب والشيوخ بحدوث الاختراق، وأكدت الوزارة أن مهام الأمن القومي لإدارة الأمن النووي الوطني لم تتأثر بالهجوم السيبراني.

بدورها، ذكرت شبكة بلومبيرغ (Bloomberg) أن الهجوم الإلكتروني شمل 3 ولايات أميركية على الأقل، إلى جانب الوكالات الحكومية.

والخميس، أكدت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية -وهي جزء من وزارة الأمن الداخلي الأميركية- أن الوكالات الحكومية الأميركية وكيانات البنية التحتية الحيوية تعرضت لخطر الاختراق من قبل قراصنة منذ مارس/آذار الماضي على الأقل، مؤكدة أن القراصنة “أظهروا صبرا وأمنا عملياتيا وحرفية معقدة في هذه الاختراقات”.

وأصدرت الوكالة الأمنية أوامر للوكالات الحكومية بفصل أجهزتها عن برنامج “سولار ويندز” (Solar windows) الذي يُعتقد أنه تعرض للاختراق وتستخدمه العديد من الوكالات الحكومية والشركات الخاصة في الولايات المتحدة.

كما نقل موقع مجلة بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين أن القراصنة ألحقوا ضررا بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة أكثر من باقي الوكالات.

من جهتها، أعلنت لجنتا الرقابة والأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي فتح تحقيق في الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له الوكالات الحكومية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) أن المحققين يعتقدون أن كشف مدى تأثر الشبكات الأميركية بعملية القرصنة سيستغرق شهورا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى