المغرب

محاميد الغزلان: الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرحل

احتفاءً بالحكواتيين والتراث الشفاهي، وعلى أنغام موسيقى “الركبة” الشعبية، انطلقت بمحاميد الغزلان فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الدولي للرحل الذي يجسد ثقافة الرحل العريقة وموروثهم الضارب في التاريخ.

وتحتفي هذه النسخة، التي تنظمها جمعية رحل العالم خلال الفترة الممتدة من 30 أبريل إلى غاية فاتح ماي، بالحكواتيين والحكايات التي أثثت، وتؤثث، معيش السكان الرحل؛ كما تعد فرصة للاطلاع على التقاليد العالقة في حياة هذه المناطق الصحراوية.

وتميزت الأمسية الأولى، التي جرت أطوارها مساء السبت تحت سماء الصحراء المتلألئة بالنجوم، بتقديم عروض فنية لثلاثة حكواتيين غاصت بالحاضرين في أعماق قصص وحكايات تمتح من عبق الماضي، على إيقاع أنغام موسيقية ورقصات كوريوغرافية.

وفي هذا الصدد، أكد مدير المهرجان الدولي للرحل، نور الدين بوكراب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جديد الدورة الحالية يتمثل في ملامسة مكون أصيل في ثقافة الرحل وهو الحكاية، مشيرا إلى أن لهذا الفن عند الرحل “طعم خاص لأن الحكاية تؤنس الوحشة في فضاء شاسع يظهر حجمنا الصغير”.

كما اعتبر رئيس جمعية رحل العالم أن الحكاية “تجعلنا نكبر ونسمو بتفكيرنا وبخيالنا”، وأنها تشكل “مرتكزا أساسيا في التثقيف وفي تلقين القيم وفي التنشئة الاجتماعية”.

ولتحقيق هذا الأمر، يستطرد السيد بوكراب، تمت استضافة مشاركين من مالي وفرنسا، لتقاسم هذه التجارب في فضاء محاميد الغزلان، مشيرا إلى أن المهرجان “تجربة تعاش ولا تحكى، تجربة في العمق المغربي للاحتفاء بثقافة آيلة للاندثار، ثقافة الترحال والرحل، بكل ما تختزنه من جمالية وقيم نبيلة”.

وأشار إلى أن اختيار محاميد الغزلان راجع إلى كون المنطقة “فضاء يليق بمهرجان من هذا النوع والتفاتة من أبناء المنطقة للنهوض بها”، مبرزا أن الدعوة مفتوحة لكل عشاق الصحراء والترحال لزيارة المنطقة، ليس في وقت تنظيم المهرجان وحسب، بل إن “الفضاء أرحب والزمان أكبر، والدعوة مفتوحة للجميع”.
من جهتها، عبرت الحكواتية، نبيلة الفهمي، في تصريح مماثل، عن عميق سعادتها بالمشاركة في المهرجان الدولي للرحل، مؤكدة أن فن الحكواتي يتمثل في إعادة إحياء التراث المغربي اللامادي الأصيل من خلال البناء على حكايات الأجداد وصياغتها بطريقة معاصرة.

وسجلت ذات المتدخلة أن الحكايات التي تلقيها تتغير حسب الجمهور المستهدف، مسجلة أن كل الحكايات تقريبا تلتقي في الحكمة المتوخاة من سردها والرسالة التي تريد إيصالها.

وبعد أن تحدثت عن تجربتها داخل محترف الحكي والحكاية بمدينة فاس، أبرزت الفهمي أن سرد الحكايات يعلم فن الإلقاء والتحدث أمام الجمهور والتأثير فيه، مؤكدة أن فن الحكاية رياضة دماغية تتيح لممتهنها شحذ ذاكرته على غرار الحكواتيين في العصور الماضية.

يشار إلى أن الدورة الحالية من المهرجان الدولي للرحل تشكل فرصة للتعريف بعادات وتقاليد المنطقة على غرار خبز الرمل أو “ميلة”، كما ستتميز بإقامة حفلات موسيقية وعروض ومعارض وورشات وندوات، فضلا عن تنظيم منافسات رياضية من قبيل “هوكي الرمال” وسباق الهجن. محاميد الغزلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى