أخبار

21 مارس… قصة الاحتفال بعيد الأم

إعداد: علاء البكري

يعتبر الاحتفال بعيد الأم تكريما للأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. ويختلف موعد الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى، فالعالم العربي يحتفل به في 21 من شهر مارس من كل عام، على خلاف النرويج التي تحتفي به يوم 2 فبراير، والأرجنتين 3 أكتوبر، وجنوب إفريقيا فاتح ماي، فيما تحتفل به دولة بريطانيا يوم 19 من شهر مارس.

وفي الولايات المتحدة يحتفل بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر مايمن كل عام. وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة، وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم “أمي” ويتم نقله كل 4 سنوات في العديد من الدول عبر العالم.

ويعد الاحتفاء بعيد الأم ابتكارا أمريكيا ولا ينحدر مباشرةً تحت سقف احتفالات الأمهات والأمومة التي حدثت في كل مكان في العالم منذ الآلف السنين. مثل عبادة اليونان لكوبيلي ووعيد الرومان لهيلريا واحتفال المسيح في يوم الأحد لتكريم الأمومة. بالرغم من ذلك أصبح مصطلح عيد الأم مرادف لهذه العادات القديمة.

تاريخ الفكرة

حسب مؤرخين مصريين، فقد انطلقت الفكرة في العصور الحديثة من أميركا وتحديداً في نهاية القرن التاسع عشر على يد ناشطة تدعى جوليا وورد هاو، حيث فكرت في تخصيص يوم للاحتفال فيه بالأم ولكن فشلت الفكرة بسبب اعتراض بعض القساوسة.

في العام 1908، وفي أميركا أيضاً قادت الناشطة الأميركية أنا ماري جارفيس حملة رسمية للاحتفال بعيد الأم واعتباره عطلة رسمية، ونجحت في ذلك عام 1914، وانتشرت الفكرة في العالم، وبدأت الدول في تطبيقها، ولذلك ينسب الفضل لأنا جارفيس في ظهور فكرة الاحتفال بعيد الأم في أوروبا وأميركا وتنوعت أيام الاحتفال به، واختلفت من دولة لأخرى فمنها ما يحتفل به في أبريل ومنها ما يحتفل به في مايو.

ظهرت العديد من الاحتفالات في أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 و1870 لكن هذه الاحتفالات لم يكن لها صدى في المستوى المحلي.لم تذكر جارفيس كيف كانت محاولات جوليا وورد للإنشاء عيد الأم من أجل السلامة في عام 1870 ولم تذكر أيضا عن المحتجين في الاحتفالات المدرسية الذين يطالبون بعيد الطفل بين الأعياد الأخرى. ولم تذكر أيضا عن تقليد مهرجان الأم في الأحد ولكنها كانت دائماً تقول بأن عيد الأم كانت فكرتها وحدها.

قصتها في العالم العربي

وفي العالم العربي وفي العصر الحديث ظهرت الفكرة على يد الصحافي المصري الراحل مصطفى أمين، حيث ذكر فكرة الاحتفال بعيد الأم في كتابه “أمريكا الضاحكة” عام 1943، وبعدها بـ10 أعوام حدث له موقف جعله يقترح الفكرة رسمياً ويطلق حملة لتدشينها.

وكان الصحفي المصري الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، أول من فكر في تخصيص يوم عيد الأم بالعالم العربي رفقة أخيه مصطفي أمين، حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي “فكرة”، فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لماذا لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.

ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها.

وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

وبعد اعتقال مصطفى أمين عام1965 بتهمة التجسس لصالح أميركا، قررت الحكومة إلغاء اسم “عيد الأم” وتغييره ليصبح عيد الأسرة، لكن جمال عبدالناصر، الرئيس المصري حينها، فوجئ ببرقيات كثيرة تنهال عليه من أمهات مصر وتطالبه بإعادة الاسم لعيد الأم، فأعاده عبدالناصر بالفعل وظل حتى يومنا هذا يتم الاحتفال به باسم “عيد الأم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى