أخبار

الرباط: العرض المسرحي “حلم بلا حدود.. فاطمة المرنيسي”

تتيح مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، يوم 26 فبراير الجاري بالرباط، فرصة للجمهور لمشاهدة العرض المسرحي “حلم بلا حدود.. فاطمة المرنيسي” للفنانتين أمل عيوش وسناء عاصف.

ويقدم هذا العرض المسرحي، الذي يحتضنه رواق ضفاف التابع لها على الساعة السادسة والنصف مساء، وهو من إعداد وإخراج آن لور لييجوا، فكر فاطمة المرنيسي التي تعد واحدة من أبرز عالمات الاجتماع في المغرب والعالم العربية.

ويتعلق الأمر بنص مسرحي حي تؤديه الممثلتان المغربيتان، وتم إعداده انطلاقا من الاشتغال على مادة علمية غير درامية قوامها الأعمال الأدبية والسوسيولوجية والندوات والمقالات الصحفية والملتقيات، ومباشرة عملية ابتكار بناء على لقاءات وورشات وقراءات وأبحاث.

وتنقل هذه المسرحية، عبر توليفة فنية من النصوص المختارة للكاتبة من قبيل: “سلطانات منسيات”، و”الحريم السياسي”، “هل أنتم محصنون ضد الحريم؟”، و”شهرزاد ترحل إلى الغرب”، و”الحب في البلدان المسلمة”، المقدمة من خلال محاضرة متخيلة لعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي في قالب مسرحي، جوانبمختلفة من طفولة وشباب المرنيسي، ومواقفها وأحلامها وحكاياتها المطرزة بخيوط نساء الحريم، المفعمة بألوان الحلم ورسومات تحلق في المدى البعيد، برعت النساء في تطريزها ونقلها إلى بناتهن وحفيداتهن في ذلك العالم المغلق والمسموح لرب الأسرة فقط.

كما تنقل المسرحية مجموعة من شذرات نصوص المرنيسي الفكرية المناهضة لكل أشكال التمييز بين النساء والرجال، ومفهوم “الحريم” بين الماضي والحاضر، ونضالها المستميت من أجل إنصاف المرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، والكشف عن المفاتيح السحرية لعالمة الاجتماع التي تمكنت من كشف العديد من المفارقات، ليس في المجتمعات العربية المسلمة فقط، بل وحتى في المجتمعات الغربية.

وفي تصريحات لها حول هذا العرض، أشارت الفنانةأمال عيوش، إلى أن “الأهمية الكبرى قد أعطيت في هذا العمل للنص، لأنه أمام قوة النصوص وحمولاتها الفكرية والتعبيرية والتصويرية لم يكن أمام المخرجة إلا الرضوخ للنص”.

وأبرزت أن هذا العمل المسرحي  عرف تقلبات وتغيرات كثيرة، ففي البداية كان التفكير حاضرا لتقديمه بالدارجة، العامية المغربية، وتوظيف عاملات النسيج وغيرها من الأشياء التي كانت ستغني العمل مسرحي، كما تم تكليف الفنانة اللبنانية سيرين فتوح بإعداد فيديوهات لتطعيم العرض بصور وصوت المرنيسي، ولكنها للأسف بسبب مجموعة من الإكراهات ومن بينها الأوضاع الصعبة بلبنان لم تجهز، وهذا ما جعلنا نحرص على إعطاء النص الأولوية وتقديم سفر مسرحي في نصوص الراحلة، نحلق فيها بأجنحة الحلم عبر الزمان والمكان، ونستحضر أهم التفاصيل الصغيرة والكبيرة، التي صنعت من المرنيسي هذه الإنسانة المناضلة الحالمة رغم أنها ازدادت في بيئة محافظة، وتحديدا في “حريم” بمدينة فاس.

تجدر الإشارة إلى أن عالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي ولدت في فاس (1940-2015)، وتابعت دراساتها بمدينة الرباط ثم في جامعة السوربون فيباريس، وفي الولايات المتحدة حيث حصلت عام 1973 على الدكتوراه في العلوم الإنسانية. ومنذ الثمانينات، اشتغلت كأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وفي عام 2003 حصلت على جائزة أستورياس في الأدب، فيما نالت في عام 2004 بهولندا جائزة إيراسموس عن موضوع “الدين والحداثة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى