أخبارثقافية

أميرة أشكنَّاني…”ها أنا أحضر إلى المغرب وأزوره من خلال هذه الورشة الفنية”.

أميرة شكناني

في الثامن والعشرين من يونيو المنصرم، أقيم بدار الفن المعاصر في بريش – أصيلة، معرضٌ دوليٌ للفن المعاصر، تحت شعار “بحر وضفتان”، تمحورت مجرياته حول تيمة التلاقح الثقافي والفني بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وقد شهد هذا المعرض الفني حضور ومشاركة ثلة مرموقة من الفنانين التشكليين المغاربة والعرب والأجانب، كانت ضمن هؤلاء الثلة الفنانة التشكيلية الكويتية “أميرة أشكناني”، المرأة التي بصمت على اسمها بأحرف من شتى الألوان وسط الساحة الفنية الكويتية والعربية والعالمية، والإنسانة التي طالما بحثت عن الإنسان، ورصدت مشاعره في جل لوحاتها الفنية. فكان لمجلتنا “فرح” شرف لقائها وإجراء حوارٍ معها.

 

  • مجلة فرح: من هي “أميرة أشكناني” في لوحة الحياة؟

أميرة أشكناني: فنانة تشكيلية بالكويت، وعضوة في مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وأعمل أيضا كموجهة للتربية الفنية في وزارة التربية.

 

  • مجلة فرح: ما سبب تواجدك اليوم بالمغرب؟

أميرة أشكناني: لقد تلقيت دعوة من طرف الفنانة التشكيلية المغربية أحلام لمسفر من أجل المشاركة في هذه الورشة. وحقيقة أنا جد سعيدة بهذه الزيارة، لأنه كان بودي زيارة هذا البلد الجميل منذ زمن بعيد، والحمد لله ها أنا أحضر إلى المغرب وأزوره من خلال هذه الورشة الفنية.

 

  • مجلة فرح: هذه أول مرة تزورين فيها المغرب من خلال المشاركة في ورشة الفنانة أحلام المسفر. ماهو الانطباع الأول لديك عنه؟

أميرة أشكناني: لا شك أن المغرب بلد جميل جدا، وهذا بشهادة العالم بأسره. ومن خلال هذه المشاركة أغتنم الفرصة لتوجيه الشكر الجزيل للأستاذة أحلام لمسفر التي أتاحت لي فرصة الحضور للمغرب والانضمام إلى هذه الورشة الفنية. وكما هو معلوم، فليس من المهم، بل من الواحب على الفنان التشكيلي أيّاً كان الولوج إلى الورشات الفنية والمشاركة فيها، وأنا في هذا الجانب، كان لي حظ الحضور والمشاركة في ورشات عديدة مع فنانين تشكيليين كبار، لهم اسمهم وباعهم الطويل في المجال، واستفدت من تجاربهم المختلفة أيما استفادة، وها أنا اليوم أحضر أيضا لهذه الورشة الفنية التي تديرها الفنانة أحلام لمسفر لكسب مزيد من الخبرة والتجربة، وأنا جد فخورة بذلك.

 

  • مجلة فرح: ما الذي يحركك نحو إنجاز لوحة فنية جديدة؟

أميرة أشكناني: الرسم هي لغة للتعبير عن المشاعر، عندما أرسم أشعر بالسعادة والدخول في عالم هاديء مليء بالتفاؤل، فكل المشاعر تحركني إلى إنجاز اللوحة، فالفن التشكيلي أصبح جزءا من ساعاتي اليومية.

 

  • مجلة فرح: ما هي اللوحة التي التي جلبت لك الشهرة أكثر من غيرها؟ وأين هي الآن؟

أميرة أشكناني: برأيي اللوحة الفنية الواحدة هي جزء من اسم الفنان التشكيلي لتأكيد ذاته، وإذا كان الفنان يجتهد لبناء مستقبل فني حافل فمن الأفضل أن يحرص على إقامة معرض شخصي فذلك ما يجلب للفنان الشهرة، أما بالنسبة لي فهناك عدة لوحات كان هناك نقاش حولها من المتلقين والحاضرين للمعرض، فالمدح والنقد البناء وكثرة الزائرين للمعرض، كل ذلك كان له الأثر الواضح لمعرفتي كفنانة متواجدة في الساحة التشكيلية، ولكنني أعتز بلوحة الأم وبناتها الثلاث التي أنجزتها بالعام 2005، حيث تم اختيارها للاحتفال بعيد الأم وتم الإعلان عنها بوضعها على كيكة الاحتفال، وذلك كان في بداية مشاركاتي في المعارض والذي أعطاني الدافع والتشجيع.

 

  • مجلة فرح: كيف تنظرين إلى الفن الكويتي المعاصر، وهل الأعمال الفنية للجيل الجديد تبشر بآفاق واعدة؟

أميرة أشكناني: هناك جيل واعد في الساحة التشكيلية وأيضا فنانين مبدعين وأصحاب فكر جديد، وذلك ما نحتاجه في مجال الإبداع، ولكن ما نفتقر إليه هو الاستمرار والجدية بالعمل فأنا أجد من النادر وجود من يستمر ويتواصل بالانجاز والمشاركات، نحن نعمل على تطوير الحركة التشكيلية وتقديم فن معاصر للجمهور والتعبير بلغة الفن المعاصرة فهي رسالة مستمرين بايصالها للجميع، ذلك الهدف نضعه أمام أعيننا حتى نستطيع تطوير ذواتنا، نحن في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية حريصين على تطوير الفنانين من خلال إقامة الورش الفنية والمعارض والملتقيات وعرض للأفلام الفنية وإصدارات فنية متعددة وغيرها من المناقشات والأحاديث الفنية.

 

  • مجلة فرح: ما هو المستوى الذي بلغه الفن التشكيلي بدولة الكويت؟

أميرة أشكناني: تتوفر الكويت على عدد كبير من الفنانين التشكيليين، لكن حسب رأيي المتواضع، يجب تقييم الفنان التشكيلي الحقيقي انطلاقا من مساره الفني وأعماله ومشاركاته للتمييز بينه وبين من يدعي الفن التشكيلي ويتشدق به، ولأجل هذا الأمر التحقت بالجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ أزيد من خمسة عشر سنة، حرصت خلالها على إقامة ثلاثة معارض فنية شخصية، محلية ودولية، بالإضافة إلى المشاركات المتعددة داخل الكويت وخارجها.

 

  • مجلة فرح: هل تشهد الساحة الفنية التشكيلية الكويتية حضورا نسائيا؟

أميرة أشكناني: بالطبع، هناك الكثير من الفنانات التشكيليات في الكويت، فالمرأة – عموما – في عادتها محبة للجمال، ابتداء من تزيينها لبيتها، إلى اعتنائها بزينتها ومكياجها فهي محبة للجمال. فيمكنني القول أن أغلب الفنانات المنتميات للفن التشكيلي هن من يمثلن الواجهة الفنية لدولة الكويت.

 

  • مجلة فرح: في نظرك، من يعتبر الأكثر حضورا على الساحة الفنية التشكيلية الكويتية؛ الرجل أم المرأة؟

أميرة أشكناني: المجال الفني هو مجال للإبداع وهنا نجد أن من يلتزم ويحرص على تطوير إبداعاته يكون الحاضر بالساحة. دعوني أذكر آخر ثلاثة معارض شخصية فهي كانت لأربع فنانات، وآخر إصدار كتاب كان لفنانة تشكيلية، وآخر معرض أنجز من الورشة الفنية كان معرض الفنانات، وكل ذلك كان من تشجيع وتحفيز مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية برئاسة الفنان عبد الرسول سلمان وأعضاء مجلس الإدارة، فلكل فنان حضور سواء امرأة أو رجل جميعنا نكمل بعضنا البعض ونعمل على تطوير الفن التشكيلي بالكويت والوطن العربي.

 

  • مجلة فرح: كيف هي وضعية المرأة الكويتية اليوم من حيث الحقوق والتواجد السياسي والاقتصادي داخل المجتمع الكويتي؟

أميرة أشكناني: المرأة الكويتية اليوم، أصبحت رائدة في كل المجالات، وأكدت أن المرأة نصف المجتمع، والنساء الكويتيات حقيقة هن نصف المجتمع، فنجد على غرار ذلك المرأة الوزيرة، والمرأة البرلمانية، والمرأة الموظفة، والمرأة الرياضية… فقد أصبح للمرأة الكويتية كيانها في كل المجالات، ومن ضمن هذه المجالات أيضا مجال الفن التشكيلي، فالمرأة تشكل عنصرا من عناصر الفن التشكيلي في الكويت.

 

  • مجلة فرح: هل الفن التشكيلي الكويتي بشكل خاص، والعربي بشكل عام، بتمتع بالخصوصية؟

أميرة أشكناني: من الطبيعي أن الفنان التشكيلي يتأثر ببيئته ومجتمعه، فهو جزء منه ولا بد أن يحرص على التعبير عنه، حتى من خلال الفن التشكيلي المعاصر لابد أن نجد الفنان يتأثر بألوان بيئته والأشكال وخيالات العناصر التي تنقله لبيئته وما يراه من صغره، فهو كما ذكرت لغة للتعبير من خلال الخط واللون والشكل وأحيانا نجد فيه بعض الخطوط والآيات والزخارف الإسلامية لتأثرنا بديننا .

 

 

  • مجلة فرح: هل لك أن تحدثينا قليلا عن مسارك الحياتي والفني؟

أميرة أشكناني: لقد نشأت في كنف أسرة تحب الفن وتعشقه، فكنت وأنا في سن صغيرة، أرى عمي وخالي وأختي كيف كانوا جميعهم يرسمون، فأحببت الرسم منذ طفولتي. وعلى الرغم من كوني الوحيدة بين أفراد أسرتي من حظيت بإتمام مسارها بالفن التشكيلي، إلا أنني تعلمت الكثير والكثير من تجاربهم التي منحتني تلك الدفعة الأولى وخطت بي خطوات واسعة نحو النجاح والتألق. ووالدي أيضا كان يحب الفن كثيرا، فهو لم يكن يرسم، لكنه كان يتحلى بذوق وحس فني رفيع يُمَكِّنُه من شرح معاني ودلالات بعض اللوحات الفنية، وأنا كنت أراه ناقدا أدبيا.

عند تخرجي من الجامعة، انضممت إلى كلية التربية الأساسية، تخصص تربية فنية، وبعدها صرت معلمة للتربية الفنية، والآن أعمل كموجهة للتربية الفنية في وزارة التربية بالكويت. والحمد لله ها أنا أسير على الدرب الصحيح في هذا المجال، خاصة وأنني أتلقى كل الدعم والسند من زوجي وبناتي داخل البيت وخارجه، بالإضافة إلى رئيس جمعية الفنون التشكيلية السيد عبد الرسول سلمان الذي كان دائما معلما وموجها ومشجعا لي.

 

  • مجلة فرح: في كلمة أخيرة… ماذا تقولين؟

أميرة أشكناني: أود أن أشكركم وأشكر مديرة مجلة فرح السيدة فوزية طالوت المكناسي على الاهتمام بالفن والفنانين، والحرص على نشر ثقافة البصر من خلال مجلتكم، كما أشكر السيدة أحلام لمسفر مديرة دار الفن المعاصر على دعوتي للمشاركة في هذه الورشة الفنية المميزة والتي سعدت جدا واستفدت بالمشاركة فيها، بارك الله جهودكم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى