أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، أمس الثلاثاء بعمان، مبادرة إقليمية بعنوان “جُسور”، تهدف إلى الحد من أوجه عدم المساواة في المنطقة العربية عبر إيجاد فرص عمل للشباب وتحسين مهاراتهم وتيسير تدريبهم لشَغل الوظائف المناسبة.
وتم إطلاق هذه المبادرة بالشراكة مع مجموعة “باثفايندرز” من أجل مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة، واتحاد المصارف العربية واتحاد الغرف العربية، على هامش أشغال المنتدى العربي الأول من أجل المساواة المنظم يومي 30 و31 ماي من قبل (الإسكوا) تحت عنوان “نحو تشغيل شامل للشباب والشابات في المنطقة العربية “.
وتهدف المبادرة إلى زيادة الالتزام بإيجاد فرص للشباب والشابات والخريجين والخريجات العاطلين عن العمل، وإلى تزويدهم بخدمات تحسن احتمالات تشغيلهم، مثل تحسين مهاراتهم وتزويدهم بمهارات جديدة لتلبية المتطلبات المتغيرة لمستقبل العمل وتيسير تدريبهم لشغل الوظائف المناسبة .
وتشكل المبادرة، التي ستكون النجمة اللبنانية إليسا الوجه الإعلامي الداعم لها، جسرا بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في القطاع الخاص والشابات والشباب الموهوبين الباحثين عن فرص عمل في المنطقة العربية.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، في كلمة بالمناسبة، إن المجتمع العربي بحاجة لخلق فرص وتبني ابتكارات وأحلام الشباب لتحقيق الازدهار والاستقرار، اللذين لن يتحققا إلا باستغلال طاقات شباب وشابات المنطقة.وأضافت أن مبادرة “جسور” تسعى إلى الجمع بين من يخلق الفرص ومن لديه الابتكار لتنمية وتطوير المجتمع وسد الفجوة بين فئات المجتمع المختلفة ، مشيرة إلى أن هذه المبادرة ليست فقط إقليمية وإنما ستكتسي طابعا وطنيا بإطلاقها في كل بلد عربي.
وشددت على أن سد الفجوة ليس فقط من مهمة الحكومات وإنما أيضا جميع فئات المجتمع لها دور في ذلك، داعية القطاع الخاص إلى إعطاء الفرصة للشباب العربي حتى يستطيع الابداع والاستفادة من إبداعاته .
وأكدت من جهة أخرى، على أن “الإسكوا” وبالشراكة على الخصوص مع اتحاد المصارف العربية واتحاد الغرف العربية ، ملتزمة بدعم البلدان العربية في تحديد الحلول المجدية ، وكذلك بالدخول في شراكات مع أهم المؤسسات التجارية المعنية والراغبة في تحسين قدرة الشباب والشابات على التوظيف .
وأبرزت أن “الإسكوا” تشجع المبادرة على الشراكة الفعالة في الحوار بين كبار أصحاب العمل والحكومات والمجتمع المدني والجهات العلمية والأكاديمية من أجل التصدي للقضايا الكامنة وراء قلة الفرص المتاحة للشباب والشابات والحاجة إلى اعداد مرشحين مناسبين للتوظيف.
ويهدف المنتدى العربي الأول من أجل المساواة إلى إتاحة منبر إقليمي للدول العربية للاجتماع بشكل دوري من أجل مناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بعدم المساواة بصورة متكاملة، وطرح أفكار وحلول عملية للسياسات المطلوبة للحد منها.
وشارك في المنتدى خبراء إقليميون ودوليون، وحكوميون، وأكاديميون، وشباب من المنطقة، ناقشوا ملامح عدم المساواة وأشكالها واختلافها بين الأماكن والفئات الاجتماعية المختلفة، إلى جانب السياسات التي يجب اعتمادها للحد من عدم المساواة وتحسين التمويل وخلق فرص العمل، وبطالة الشباب في المنطقة العربية ودور القطاع الخاص كجهة فاعلة في هذا المجال.
وبحسب معطيات “للإسكوا” فإن عدم المساواة بين المناطق والطبقات الاجتماعية والجنسين آخذ في التزايد في المنطقة العربية مما يستمر في تهديد التماسك الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي، مشيرة إلى أن جائحة كوفيد 19 زادت من أوجه عدم المساواة في الدخل وفي الحصول على الخدمات الاجتماعية والموارد وهو ما يجعل الفئات المعرضة للخطر أكثر ضعفا وفقرا وذلك في غياب حد أدنى من الحماية الاجتماعية.
وسجلت “الإسكوا” أن الجائحة دفعت 16 مليون شخص إضافي باتجاه الفقر في المنطقة العربية مما رفع عدد الفقراء إلى أكثر 116 مليون ما يقارب ربع السكان، وأدت أيضا إلى ارتفاع مستويات البطالة وزيادة الضغط على الخدمات العامة. .