أخبار

دراسة: عدد سكان العالم يتراجع بحلول نهاية القرن

أفادت دراسة كبرى أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) الأمريكي أن عدد سكان كل دول العالم تقريبا سيتراجع بحلول نهاية القرن، مشيرة إلى أن طفرات المواليد في الدول النامية وتدهورها في الدول الغنية ستؤدي إلى تغير اجتماعي هائل.

وأبرزت معطيات هذه الدراسة، التي نشرتها مجلة “ذي لانسِت” الطبية البريطانية، أن نصف بلدان العالم تقريباً يشهد معدل خصوبة منخفض للغاية حالياً، بما لا يتيح لها الحفاظ على حجم سكانها، وفق ما أفاد فريق دولي يضمّ مئات الباحثين في نتائج الدراسة.

وحاول فريق إعداد هذه الدراسة، المكون من مئات الباحثين الدوليين، التنبؤ بمستقبل سكان العالم، باستخدام كمية هائلة من البيانات العالمية عن الولادات والوفيات والأسباب المحفّزة للخصوبة، لافتين إلى أنه بحلول عام 2025، سيتقلص عدد سكان ثلاثة أرباع بلدان العالم، و سينطبق ذلك أيضا على 97 في المئة من البلدان، أو 198 من أصل 204 دول ومناطق، في نهاية القرن.

وأشارت الدراسة إلى أن دول ساموا والصومال وتونغا والنيجر وتشاد وطاجيكستان، وحدها التي ستسجل معدلات خصوبة متوقعة تتجاوز مستوى الإحلال البالغ 2,1 مولود لكل أنثى في عام 2100.

وستستمر معدلات الخصوبة في الارتفاع في البلدان النامية، خلال القرن الحالي، سيما تلك الكائنة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، رغم تباطؤ هذه الزيادة في الدول الأكثر ثراءً وشيخوخة.

وفي هذا الصدد، أكد كبير معدي الدراسة، ستاين إميل فولست، من معهد القياسات الصحية والتقييم، في بيان، أن “العالم سيواجه في الوقت نفسه “طفرة مواليد” في بعض البلدان و”كساد مواليد” في بلدان أخرى،مبرزا أن شعوب العالم ستواجه تغيراً اجتماعياً مذهلاً خلال القرن الحادي والعشرين.

من جانبها، حذرت الباحثة في معهد القياسات الصحية والتقييم، ناتاليا بهاتاشارجي،من “التداعيات الهائلة” لهذا الوضع.

وأضافت: “هذه الاتجاهات المستقبلية في معدلات الخصوبة والمواليد الأحياء ستعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتوازن القوى الدولي بالكامل، وستتطلب إعادة تنظيم المجتمعات”.

وبمجرد أن يتقلص عدد سكان كل دولة تقريباً، فإن الاعتماد على الهجرة المفتوحة سيصبح ضرورياً لدعم النمو الاقتصادي، إلاَّ أن خبراء منظمة الصحة العالمية دعواإلىضرورة توخي الحذر بشأن هذه التوقعات.وأشاروا إلى مواضع قصور عدة في النماذج، بما يشمل خصوصاً نقصاً في البيانات من دول نامية عدة.

وعلق خبراء منظمة الصحة العالمية في إحدى صفحات مجلة “ذي لانست” أن التواصل بشأن الأرقام “لا ينبغي أن يكون مبنياً على الإثارة، بل يجب أن يكون دقيقاً، ويوازن بين المنحى التشاؤمي والتفاؤل”، مشيرين إلى فوائد محتملة من تراجع عدد السكان، بما يطال البيئة والأمن الغذائي. ولكن هناك عيوب في ما يتعلق بحجم اليد العاملة، والضمان الاجتماعي، و”الجغرافيا السياسية القومية”.

وفي سياق ذلك، أكدت الباحثة في مجلس البحوث الوطني الإسباني، تيريزا كاسترو مارتن، غير المشاركة في الدراسة، أن هذه الأرقام مجرد توقعات، لافتة إلى أن دراسة “ذي لانست” تتوقع أن ينخفض معدل الخصوبة العالمي إلى ما دون مستويات الإحلال بحلول عام 2030، “في حين تتوقع الأمم المتحدة أن يحدث ذلك بحدود العام 2050”.

وكانت هذه الدراسة بمثابة تحديث لدراسة العبء العالمي للأمراض التي أجراها معهد IHME. وأصبحت المنظمة، التي أنشأتها مؤسسة بيل وميليندا غيتس في جامعة واشنطن، مرجعا عالميا للإحصاءات الصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى