أخبار

ⵉⵅⴼ ⵏ ⵓⵙⴳⴳⵯⴰⵙ اسكاس اماينو امباركي 2974

علاء البكري

على غرار احتفال سكان العالم برأس السنة كل حسب تقويمه (رأس السنة الميلادية / رأس السنة الهجرية)، يحتفل أمازيغ العالم برأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 يناير من كل عام، بما يحمله هذا اليوم التاريخي المميز من دلالات وأبعاد اجتماعية وتاريخية وثقافية، لتقويم ضارب في عمق الحضارات.

وفي خطوة مهمة في مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في البلاد، وجعلها لغة رسمية  إلى جانب اللغة العربية، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله،  في ماي 2023، عن إقرار رأس السنة الأمازيغية (14 من يناير) عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.

وشكل ترسيم هذا اليوم السنوي، أحد مطالب الحركة الأمازيغية في المغرب، كما في الجارة الجزائر التي قررت الاحتفال به في 2018.

ولم يتأت الاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية إلا سنة 2011 بمناسبة تعديل الدستور . وفي العام 2019، تم تبني قانون ينظم استعمالها في الوثائق الإدارية، وتعميم تدريسها تدريجيا خلال 15 عاما، لكن وتيرة تطبيق هذا التعميم تثير انتقادات الجمعيات الأمازيغية التي تعتبرها بطيئة.

وبعد جدل محتدم حول كتابتها بالحرف العربي أو اللاتيني، أقِرّ في العام 2003 قانون كتابة الأمازيغية بحرف تيفيناغ الذي يتصدر واجهات مؤسسات رسمية.

هذا، ويحرص المغاربة منذ القدم على الاحتفال كل عام برأس السنة الأمازيغية، أو “إيض يناير” أو “حاكوزة”، من خلال تحضير أطباق خاصة بهذه المناسبة وإحياء العادات والتقاليد التي تؤكد التشبث والارتباط بالأرض.

وإذا كان التقويم الأمازيغي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالنشاط الفلاحي، فإن إحياء رأس السنة الأمازيغية، في 12 يناير، يعود إلى سنة 950 قبل الميلاد، وهي السنة التي استطاع فيها الملك الأمازيغي شيشنيق الانتصار على ملك الفراعنة رمسيس الثالث، وأسس في مصر الفرعونية أسرته الـ 22.

وينتشر الأمازيغ في شمال القارة الأفريقية بدءاً من المغرب غربا إلى مصر شرقا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى نهر النيجر جنوباً.

أما في المغرب، فينتشرون في شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس، وفي الجزائر في منطقة القبائل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى، وفي تونس، في جربة وتطاوين وشرق قفصة، وفي ليبيا ينتشرون في جبل نفوسة وزوارة، أما في مصر فهم في واحة سيوة، ومناطق متفرقة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.

ولعل أول ما يثير فضول البعض هو أصل التسمية أو لفظ الأمازيغ، والتي تعني “الرجال الأحرار”. أما كلمة “يناير” فهي منقسة إلى شقين هما: “ينا” بمعني الفاتح، و”ير” الشهر، وهو ما يعني “فاتح الشهر” وبداية السنة الأمازيغية.

وترتكز اللغة الأمازيغية على الحرف الأمازيغي الذي يعرف باسم “تيفيناغ”، وهو حرف ليبي قديم وجد منقوشاً في عدد من الصخور في بلدان شمال إفريقيا. وقد اعترفت به المنظمة الدولية للمعايير منذ 2004، كما أن مايكروسوفت اعتمدته في آخر إصداراتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى