أخبار

أربع معالجات يروين تجاربهن وينصحن.. الوقت الخاص بكِ وحب الذات

حب الذات وتخصيص وقت لها ليس أنانية، إنها أولوية، قد لا ننتبه لها قبل أن يضيع العمر في تضحيات لخلق صورة مثالية للمرأة والأم. وعن مفهوم “وقت لي” (Me time) تروي للجزيرة معالِجات تجاربهن ويتحدثن للنساء عن أهمية حب الذات وطرق الوصول إليه.

10 دقائق صمت

وتعتبر المعالجة بالتنويم المغناطيسي (Hypnosis) والبرمجة اللغوية العصبية (NLP) ريتا عبدالباقي أن (وقت لي) قيمة لا يحترمها الناس ولا يعرفون أهميتها. وهي توقُّف لنأخذ نفسا ومن ثم تكون لدينا القدرة على إعطاء الغير، فالأم لا تستطيع أن تعطي أولادها من وعاء فارغ.

ومن المهم إعطاء وقت لأنفسنا حتى “نشحن بطاريتنا إذا صح القول حتى نعطي الآخر” وقالت إن المثال الأبرز الذي تستعمله لتأكيد الفكرة يأتي من تعليمات ركوب الطائرة، حيث يتم التنبيه أنه بحال قل الأكسجين في الطائرة فإن على الراكب وضع القناع على وجهه أولا ثم مساعدة أولاده، “وهذا ينطبق على الوقت الخاص، إذ نحتاجه لتغذية أنفسنا أولا ثم مساعدة الآخر”.

أما عن كيفية تمضية الوقت الخاص فيتم بحسب كل شخص، إلا أن بعض النقاط قد تساعد الجميع برأيها، وهي الجلوس بصمت مع أنفسنا كل يوم ولو 10 دقائق لنتواصل مع حقيقتنا وداخلنا، بعدها يفعل كل شخص ما يريد من قراءة أو تأمل أو الاهتمام بنفسه أو أي شيء يفيد أرواحنا.

فعل حب

شاميما كالو، معالجة بالمواد الطبيعية (homeopathy) والريكي (نوع من الممارسة الروحانية كشكل من أشكال الطب البديل) من جنوب أفريقيا وتعيش في بريطانيا تعتبر أن “وقتا لي” هو وقت لإعادة الاتصال بأنفسنا عندما نكون مشغولين بأداء العديد من الأدوار.

“الأمومة رائعة ولكن التحدي الأكبر الذي واجهتُه بعد الولادة كان فقدان هويتي ونسيان نفسي”. تقول شاميما إنها حزنت على جسدها السابق فانضمت إلى صف فني للأمهات. وتعتبر أن الفن كان عملية شفاء خفية لتكوين الروابط والإبداع.

وتؤكد شاميما أن فكرة (me time) كانت بمثابة تخييط نفسها بالتطريز والرسم والتلوين واللعب. وفي السرير عندما ينام الجميع كانت تستمع إلى “بعض تجارب وأحاديث النفوس الحكيمة على يوتيوب التي تذكرنا بأن نكون منسجمين، ومتنورين، ونظل نشعر بالبركة والوفرة”.

وتضيف شاميما أن وقتها الخاص يدور حول تدريب عقلها وجسدها، وإنشاء روتين صحي لتناول الطعام، والنوم جيدا واستعادة ذكريات ممتعة، معتبرة الموسيقى والرقص من أسرع الطرق للوصول إلى المزاج السعيد.

“أمنح نفسي فرصا في مثل هذه الأنشطة مع ابني والآخرين ليصلهم هذا الشعور بالفرح”. تقول شاميما إنها كانت تعتقد أنه من الأنانية بمكان أن يكون لها الوقت، أما الآن بعد بعض تجارب الحياة كامرأة، ترى أنه من الضروري أن يكون لها الوقت من أجل الآخرين أيضًا. وتقول “حان الوقت لملء الإبريق حتى حافته لأتمكن من ملء جميع الأكواب من حولي والتي تعتمد على طاقتي، وهذا فعل حب”.

قولي لا

المعالجة مايا كركي (مدربة يوغا وممارسة ريكي) لم تكن تعرف في صغرها كيف تقول لا، إرضاء لمن حولها وتعطي على حساب نفسها، وفي حال أي تقصير تصبح وكأنها سيئة لأنها عوّدت الناس أن تعطيهم دائما. تقول إنه في الواقع تكون كلمة “لا” موجودة داخلنا وعندما نستطيع أن نخرجها نكون قد بدأنا بفهم حب الذات، وهذا تحرر. اعلان

تزوجت مايا في أول سنة جامعة وأنجبت ولدين، وعاشت اكتئابا كبيرا بعد أن رفض زوجها إكمال تعليمها، لكنها سجلت بالجامعة في لبنان وطلبت الطلاق، وأكملت الجامعة وبدأت بالعمل.

تقول إنها ابتعدت عن الناس الذين يذكّرونها بالماضي. وتعرفت على اليوغا ووجدت راحتها بها، ثم بدأت تدرسها فغيرت حياتها وجعلتها تركز على داخلها، وتعرف أن حب الذات أولوية.

أما ماذا تفعل في وقتها لحب الذات أو لقضاء (me time) فتقول إنها تبتعد عن الشبكة العنكبوتية في غرفتها، وكل ساعتين تعطي نفسها 10 دقائق لتتنفس بعمق من الأنف فيكون الزفير لمدة 4 ثوان، وحبس النفس 7 ثوان، فالزفير 8 ثوان.

وتبتعد عن الأشخاص المتذمرين حتى الأهل والأولاد، “فأنا إذا لم أحب ذاتي فلن أستطيع أن أحبهم”.

وتنصح الناس أن يتعلموا قول لا من دون مراضاة. وتختم مايا بأنها كل صباح تغمض عينيها وتضع يديها على قلبها، وتقول “يا رب احمني! وأشعر أن جسمي اكتسى بغلاف، وأقفل عليه إيمائيا بسحاب كأنه حظر لمن يؤذيني بطاقته السلبية”.

التربية على حب الذات

المعالجة بالريكي و”هواوبونوبونو” (ho’oponopono) -وهي ممارسة للمصالحة والتسامح أصولها من هاواي- ميراي حمال تقول إننا عندما نقرر أن نعطي أنفسنا وقتا ونسمعها نبدأ بحب ذاتنا، وهذا ليس تصرفا أنانيا كما نظن. وتشير إلى أن تفكيرنا بالأمر يعود بجذوره إلى التربية، والسؤال هل كان الحب في صغرنا مشروطا، هل كنا مسموعين ومرئيين كما يجب أو كان الأهل يُلهوننا عندما تكون لدينا مشاعر؟

وتقول ميراي إن هذا ما يخلق لدينا مع العمر فكرة أننا لا نستحق ويخزن هذا في العقل الباطن. ونقاوم فكرة أننا نستحق فتفشل فكرة اهتمامنا بأنفسنا.

وترى ميراي أنه من المهم أن تتخلى الأمهات عن فكرة أن الأمومة تضحية من أجل الزوج والأولاد، ومن المهم إعطاء أنفسهن وقتا، وتربية الأولاد على أهمية الوقت الخاص بها.

فكرة تراكمية

أما الوقت الخاص فهو فكرة تبدأ بجهد وتصبح تراكمية. كأن تعطي المرأة ربع ساعة لنفسها تدريجيا تتأمل، وتقرأ، وتتنفس، وتروي الزرع.. وتزيد الوقت تدريجيا.

كما علينا أن نتعلم تقديم الهدايا لأنفسنا، مثلا مساج مرة في الشهر، أو مانكيير (العناية بالأظافر)، أو العناية بالشعر، أو شراء فستان، أو الخروج مع الزوج أو مع الصديقات.

وتلفت ميراي لأهمية عدم هدر الوقت بطريقة تستهلكنا إن في العمل أو مع الأهل. “لنحب الآخرين علينا أن نحب أنفسنا، لأننا عندما نحب أنفسنا نفيض حبا على كل الدنيا”.

وتعتبر ميراي أنه من المهم التعلم من الطبيعة كيف تسير تدريجيا، لنسير في تناغم معها ونتوقف عن التسابق مع الوقت.

وتعطي ميراي دروسا للسيدات حول تعلم حب الذات، وتطلب منهن أن يكن مثلا لأولادهن، ودفع كل من حولهن لاحترام وقتهن.

تختتم ميراي حديثها للجزيرة نت بقولها “دربت نفسي أن أحدثها بإيجابية، وأقول لها إنني أستحق، وأدلل ذاتي في الاهتمام بالبشرة والأظافر والقراءة، وأصبحت أطلب المساعدة، وأطلب الهدية من دون الشعور بالذنب. عندما أحببت نفسي أصبحت أعيش في تناغم أكبر”. المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى