كوثر بودراجة إلى دار البقاء

- Advertisement -

في خبر صادم وحزين، تلقى الوسط الإعلامي والفني المغربي،أمس الجمعة، خبر وفاة الإعلامية والممثلة المغربية كوثر بودراجة، بعد صراع مرير مع مرض السرطان الذي أنهك جسدها خلال الشهور الأخيرة، ليسدل الستار على مسيرة مهنية وإنسانية تركت بصمة استثنائية لدى الجمهور المغربي والعربي.

كوثر بودراجة… الوجه المألوف الذي خطف قلوب المغاربة

وعُرفت كوثر بودراجة، المولودة بمدينة الصويرة سنة 1985، بابتسامتها الهادئة وأسلوبها الرصين الذي جعلها واحدة من أكثر الإعلاميات حضورًا وقربًا من المشاهد المغربي.

وشكلت الراحلة نموذجًا للإعلامية الشابة الطموحة التي عرفت كيف تصنع لنفسها مكانة خاصة على الشاشات المغربية والعربية، بفضل تلقائيتها وصدقها وموهبتها الطبيعية أمام الكاميرا.

بدأت كوثر مشوارها الإعلامي من بوابة برنامج المواهب الشهير “ستار أكاديمي المغرب العربي”، حيث لفتت الأنظار بحضورها القوي وقدرتها على التواصل مع الجمهور.

ثم تألقت في قناة نسمة التونسية من خلال عدة برامج ناجحة أبرزها “ناس نسمة” و”ممنوع على الرجال”، قبل أن تعود إلى الشاشة المغربية عبر قناة ميدي 1 تي في التي قدمت فيها برنامج “جاري يا جاري”.

 إلى جانب مشاركتها البارزة في برنامج “مذيع العرب” الذي بثّ على قناتَي أبوظبي والحياة المصرية، ما أكسبها شهرة واسعة على المستوى العربي.

بصمة في التمثيل وموهبة متعددة الأوجه

ولم تقتصر مسيرة كوثر بودراجة على التقديم الإعلامي فقط، بل خاضت أيضًا غمار التمثيل وأثبتت موهبتها أمام الكاميرا في الدراما المغربية.

وتركت الراحلة بصمتها في مسلسلات حققت نسب متابعة عالية، منها “الماضي لا يموت”، و”سولو دموعي”، و”أحلام بنات”، و”سلمات أبو البنات”، حيث جسدت أدوارًا مؤثرة رسخت حضورها كموهبة درامية واعدة.

وكان جمهور كوثر يترقب رؤيتها قريبًا على الشاشة الكبيرة من خلال فيلم الخيال المغربي Atoman (2025)، الذي كان من المنتظر أن يشكل إضافة نوعية لمسيرتها، إلا أن المرض لم يمهلها لإكمال هذا الحلم.

الوسط الفني يودع ابتسامة لن تتكرر

وانتشر خبر وفاة كوثر بودراجة كالنار في الهشيم، وسط صدمة زملائها ومحبيها. وكانت مصممة الأزياء مريم الأبيض، صديقتها المقربة، أول من نعى رحيلها بكلمات مؤثرة عبر خاصية “الستوري” على حسابها في إنستغرام، لتتوالى بعدها رسائل الرثاء والدعاء من الفنانين والإعلاميين والجمهور، الذين عبروا عن حزنهم الكبير لفقدان وجه محبوب وإطلالة كانت تبعث الأمل والهدوء في قلوب ملايين المشاهدين.

رحيل مبكر وذكرى باقية

برحيل كوثر بودراجة، تفقد الساحة الإعلامية والفنية المغربية أحد الوجوه التي جسدت التعدد والتميز في الأداء، بين شغف التقديم وبراعة التمثيل، تاركة خلفها إرثًا من الحضور الهادئ والموهبة الفريدة التي ستظل حية في ذاكرة محبيها.

علاء البكري