يواصل المغرب ترسيخ مكانته كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم، مستقطبًا ملايين الزوار سنويًا من مختلف القارات.
فقد نجحت المملكة خلال عام 2024 في استقبال عدد قياسي بلغ 17.4 مليون سائح، بزيادة قدرها 20% مقارنة بعام 2023، لتتصدر بذلك الوجهات السياحية في إفريقيا.
ويعود هذا النجاح إلى مقومات ثقافية وتاريخية غنية، وبنية تحتية متطورة، إلى جانب استقرار أمني جعل المملكة الشريفة خيارًا آمنًا ومفضّلًا لدى المسافرين.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من الهام الجاري، واصلت أعداد الزوار ارتفاعها، إذ استقبل المغرب نحو 7.2 ملايين سائح حتى نهاية مايو، مسجلًا نموًا بنسبة 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويعكس هذا الأداء الديناميكي الجهود المستمرة لتعزيز القطاع السياحي، بما في ذلك فتح خطوط جوية جديدة وتجديد البنى الفندقية وتقديم الدعم المادي للقطاع.
السياحة العربية في المغرب: نمو مطّرد وجاذبية خاصة
وإلى جانب السياح الأجانب، يشهد المغرب إقبالًا متزايدًا من الزوار العرب، وخاصة من منطقة الخليج.
وتشير البيانات إلى أن السياحة العربية تمثل محركًا مهمًا للنمو السياحي في المملكة، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، في مقدمتها التقارب الثقافي والجاذبية التاريخية التي يقدمها المغرب كوجهة ذات طابع أصيل.
وتعد المملكة العربية السعودية من أبرز الدول العربية المصدّرة للسياح إلى المغرب، حيث تخطى عدد السعوديين الذين زاروا البلاد خلال عام 2024 حاجز 100 ألف سائح، في إنجاز يعكس عمق الروابط السياحية بين البلدين.
كما تحظى مدن مغربية شهيرة مثل مراكش وفاس والدار البيضاء بشعبية واسعة لدى السياح الخليجيين، إلى جانب زوار من الإمارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.
أسباب تفضيل السياح العرب للمغرب
ويمتلك المغرب مقومات متعددة تجعله محط أنظار المسافرين من مختلف الدول العربية، إذ يجمع بين المدن التاريخية مثل فاس ومراكش، والشواطئ الخلابة على المحيط الأطلسي، والصحراء الممتدة في الجنوب، فضلًا عن جبال الأطلس التي توفر فرصًا للسياحة البيئية والمغامرات.
كما يساهم الاستقرار الأمني في جذب العائلات العربية، إلى جانب التطور المستمر في قطاع الضيافة والمنتجعات السياحية.
وتعمل وزارة السياحة المغربية على الترويج النشط للوجهة المغربية من خلال المشاركة في المعارض الدولية والتعاون مع شركات الطيران ووكالات السفر في دول الخليج، ما يسهل حركة السياح ويعزز الربط الجوي المباشر مع المدن العربية.
آثار اقتصادية واجتماعية إيجابية
وتسهم السياحة العربية بشكل مباشر في دعم الاقتصاد المغربي من خلال زيادة العائدات بالنقد الأجنبي، وتوفير فرص عمل في مختلف القطاعات المرتبطة بالسفر والضيافة.
كما يعزز توافد السياح العرب التبادل الثقافي ويعمّق جسور التقارب بين المغرب وبقية دول الوطن العربي، في مشهد يعكس تكامُلًا بين التاريخ العريق والانفتاح الحديث.
ومع طموح المغرب إلى استقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، خاصة مع تنظيم بطولات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، يظل السوق العربي عنصرًا حيويًا في دعم هذا المسار الطموح نحو الريادة السياحية إقليميًا وعالميًا.



