المرأة المغربية: وجه السياحة وذاكرة التراث

- Advertisement -

أثبتت المرأة المغربية عبر التاريخ حضورها القوي في مختلف المجالات، ومن أبرزها قطاع السياحة الذي يُعدّ من أهم ركائز الاقتصاد الوطني. من خلال مساهمتها المباشرة وغير المباشرة، أصبحت المرأة عنصرًا أساسيًا في تنمية السياحة وإبراز الهوية الثقافية الغنية للمغرب، ما يعزز جاذبية المملكة كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والتنوّع.

مشاركة مباشرة في قطاع السياحة

وتشغل المرأة المغربية أدوارًا متنوعة في قطاع السياحة، من الإدارة والتسيير إلى الضيافة والإرشاد السياحي. تعمل آلاف النساء في الفنادق، ودور الضيافة، والمطاعم، والمقاهي، مُقدِّماتٍ خدمات عالية الجودة تضمن للزوار تجربةً سياحية مميزة تُخلّد في ذاكرتهم.

الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الوطنية

وتُعدّ المرأة المغربية راعيةً للتراث الثقافي والهوية الوطنية، إذ تنقل التقاليد والعادات للأجيال وللزوار على حدّ سواء، من خلال مشاركتها في الحرف اليدوية التقليدية مثل صناعة الزرابي، الفخار، التطريز، والخزف. كما تلعب دورًا كبيرًا في إحياء المهرجانات والاحتفالات الشعبية التي تجذب السياح وتعرّفهم على عمق الثقافة المغربية.

رائدة في تنشيط السياحة القروية والداخلية

وتلعب المرأة القروية دورًا محوريًا في إبراز جمال المناطق الداخلية وتشجيع السياحة القروية، عبر التعاونيات النسائية التي تعرض المنتجات المحلية الزراعية والحرف اليدوية الأصيلة. كما تنظم ورش الطبخ التقليدي والجولات الميدانية، لتقدّم تجربة ثقافية متكاملة للسائح الباحث عن التميّز.

المرشدات السياحيات: نافذة على تاريخ وثقافة المغرب

لقد برزت أسماء نسائية مغربية في مجال الإرشاد السياحي، مثل زينة بن شيخ، التي حقّقت إنجازات ملهمة على مستوى إدارة شركات عالمية في قطاع الوجهات السياحية. تسهم المرشدات في تعريف الزوار بتاريخ المغرب، وتراثه الغني، وقصصه الإنسانية، مما يعمّق فهمهم للثقافة المحلية ويزيد من تميّز التجربة السياحية.

المقاولة النسائية في المجال السياحي

وإلى جانب العمل الميداني، أصبحت المرأة المغربية رائدةً في تأسيس المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، مثل بيوت الضيافة، ودور الحرف التقليدية، والمطاعم المحلية. تسهم هذه المشاريع في تنويع العروض السياحية وتلبية مختلف اهتمامات الزوار، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية المحلية.

المرأة المغربية السياحة
فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني

تعزيز صورة المغرب كوجهة آمنة وجاذبة

من خلال دورها الفعّال في تقديم تجربة سياحية أصيلة وثرية بالقيم والثقافة، تساهم المرأة في تعزيز سمعة المغرب كوجهة آمنة ومرغوبة عالميًا. كما أنها شريك رئيسي في الترويج للمنتجات المحلية مما يدعم الاقتصاد الوطني ويزيد من إقبال الزوار على اكتشاف خبايا المدن والقرى المغربية.

التحديات والآفاق المستقبلية

ورغم المكتسبات المهمة التي حقّقتها المرأة في قطاع السياحة، إلا أن الطريق ما زال يحتاج إلى دعم أكبر لمشاركة أوسع في المناصب القيادية، وتوفير بيئة عمل محفّزة تضمن استمرارية حضورها وإسهامها في تطوير السياسات والاستراتيجيات السياحية.

إن دور المرأة المغربية في التنمية السياحية لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة واستثمارًا حقيقيًا لمستقبل مزدهر. فمن الإرشاد إلى الضيافة، ومن الحرف إلى القيادة، تواصل المرأة المغربية تقديم نموذج حيّ للإبداع والصمود والحفاظ على الهوية، مما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية فريدة ذات طابع ثقافي وإنساني أصيل.

علاء البكري