في سابقة طبية تاريخية، حقق المغرب خطوة رائدة في مجال أمراض القلب، بإجراء أول عملية ناجحة لزراعة جهاز AVEIR™ لتنظيم ضربات القلب اللاسلكي على صعيد القارة الإفريقية، مما يكرّس مكانة المملكة كمركز متقدم للرعاية الصحية المتطورة في المنطقة.
ثورة في تكنولوجيا نظم القلب
وتمت العملية المبتكرة في عيادة جيرادا الواحة بالدار البيضاء، تحت إشراف البروفيسور عبد الحميد مستغفر، رائد طب نظم القلب التدخلي، بالتعاون مع شركة Abbott العالمية، الرائدة في مجال الحلول الطبية عالية التقنية.
ويُعد جهاز AVEIR™ تطوراً تكنولوجياً كبيراً مقارنة بالأجهزة التقليدية، حيث يُزرع مباشرة داخل حجرة القلب عبر قسطرة دون الحاجة إلى شق جراحي أو أسلاك، ما يقلص بشكل كبير من خطر التعفنات والمضاعفات، ويضمن تعافياً أسرع للمريض.
جهاز لاسلكي.. صغير الحجم وواسع الإمكانات
ويمتاز الجهاز بصغر حجمه، حيث لا يتعدى حجم بطارية AAA، لكنه يتيح ولأول مرة تواصلاً لاسلكياً ومزامنة بين جهازين داخل القلب بدون أسلاك، مما يوفر حلاً مثالياً للمرضى الذين يعانون من بطء ضربات القلب أو اضطرابات النظم.
ويتيح AVEIR™ أيضاً إمكانية إزالته أو ترقية نظامه حسب الحاجة، ما يجعله حلاً قابلاً للتكيف مع تطور الحالة الصحية للمريض.
كفاءات مغربية وتقنية عالمية
وفي هذا الشأن، أكد البروفيسور مستغفر أن هذا الإنجاز “يعكس قدرة الكفاءات الطبية المغربية على استخدام أحدث التقنيات في علاج أمراض القلب”، مشدداً على أهمية التكامل بين التكوين العالي والكفاءات الوطنية والبنية التحتية المتطورة.
وأشار إلى أن هذه التقنية توفر “حلاً موثوقاً، آمناً، وبدون أثر جراحي للمصابين ببطء القلب، مما يجنبهم مخاطر الإغماء أو توقف القلب المفاجئ”.
شراكات استراتيجية لتعميم الحلول المتقدمة
من جانبه، عبّر عادل جمالي، المدير العام لإدارة نظم القلب في “أبوت” لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، عن اعتزازه باختيار المغرب لإطلاق الجهاز لأول مرة في القارة.
وأضاف أنه “من خلال طرح AVEIR™ في المغرب، نفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الرعاية القلبية المتطورة التي تستجيب بدقة لحاجيات المرضى”.
ويأتي هذا التقدم نتيجة تعاون بين شركة Abbottوشركة VICENNE عبر فرعها المغربي SOMA MEDICAL، مما يعزز الاستراتيجية الصحية الوطنية في إدماج أحدث التكنولوجيات الطبية.
المغرب في طليعة التقدم الطبي بإفريقيا
وبهذه العملية الرائدة، يرسخ المغرب مكانته كبلد سبّاق في احتضان الحلول الطبية المبتكرة، ويؤكد ريادته القارية في طب القلب التداخلي، عبر الجمع بين البحث الطبي، والشراكات الدولية، والموارد البشرية المؤهلة.
ويُمثل هذا الإنجاز رسالة أمل للملايين من المرضى في إفريقيا، بأن القارة قادرة على احتضان التقنيات الطبية الأكثر تطوراً، حين تتوفر الرؤية، والإرادة، والاستثمار في الإنسان والعلم.



