الحناء: تراث مغربي يجمع بين الجمال والمعتقدات الشعبية

- Advertisement -

علاء البكري

تُعد الحناء المغربية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد المغربية، إذ ترافق النساء في مختلف المناسبات السعيدة، من حفلات الزفاف إلى الأعياد الدينية وحتى الطقوس اليومية للعناية بالجسم.

ورغم تطور مستحضرات التجميل، لا تزال الحناء تحتفظ بمكانتها، نظرًا لفوائدها الصحية والجمالية، فضلًا عن ارتباطها بمعتقدات شعبية متوارثة عبر الأجيال.

فوائد الحناء المغربية للصحة والجمال

تجذب الحناء المغربيات لما لها من فوائد عديدة، سواء على المستوى الصحي أو الجمالي.

ومن أبرز استخداماتها تزيين اليدين والقدمين، وتقوية الشعر وعلاج القشرة، وعلاج بعض المشكلات الجلدية، والتخفيف من الالتهابات.

الحناء في المناسبات المغربية

وتحضر الحناء بقوة في حفلات الزفاف المغربية، حيث تُخصص ليلة خاصة تُعرف بـ “ليلة الحناء”، تُقام قبل يوم الزفاف، وتُعتبر من أهم طقوس الزفاف التقليدية.

وتقوم “النقاشة”، وهي المرأة المتخصصة في تزيين العروس، بنقش يديها ورجليها بأنماط هندسية وزهرية بديعة، قبل أن تُحيي النسوة هذه الليلة بالأغاني التراثية وسط أجواء مفعمة بالفرح، بينما تُزين صحون الحناء بالسكر والبيض، كرموز للخير والتفاؤل.

وفي بعض المناطق، تُنقش الحناء أيضًا على يد العريس أو توضع على يده بشكل رمزي لجلب البركة.

وإلى جانب حفلات الزفاف، تحضر الحناء في مناسبات دينية مثل: عيد الفطر وعيد الأضحى، واحتفالات العقيقة، وما إلى ذلك.

المعتقدات الشعبية المرتبطة بالحناء

تحمل الحناء رموزًا عديدة في الثقافة المغربية، فبعض العادات تربطها بالحظ السعيد، بينما يراها البعض نذير شؤم في بعض الحالات.

ويُعتقد أن عدم تخضيب العروس بالحناء يجلب سوء الحظ، لذا تحرص الأسر على نقشها للعروس وحتى لقريباتها.

بينما يرى البعض أن الحناء تجلب الحنان والعطف للمرأة، فيما يُقال إن الفتاة العزباء التي ترتدي عقدًا من أوراق الحناء ستجد شريك حياتها قريبًا.

كما أن هناك اعتقاد غريب بأن الجلوس تحت شجرة الحناء ليلاً يجلب المس، لكونها مأوى للجن وفق المعتقدات الشعبية.

وتُستخدم الحناء في بعض المناطق كطقس لإنهاء الحداد، حيث تتزين النساء بها بعد مرور ثلاثة أيام على وفاة أحد الأقارب، فيما تظل الأرملة دونها حتى تنقضي عدتها.

فن نقش الحناء: تراث غير مادي معترف به عالميًا

واعترفت منظمة اليونسكو بفن نقش الحناء كتراث ثقافي غير مادي يخص 16 دولة عربية، من بينها المغرب.

ويُعتبر هذا الفن تعبيرًا عن الهوية الثقافية، حيث تختلف زخارفه بين المناطق، من التصاميم الأمازيغية في شمال إفريقيا إلى الزخارف المستوحاة من الثقافة العربية.

الحناء والسياحة الثقافية في المغرب

هذا، وتحوّل فن نقش الحناء إلى عنصر جذب سياحي، حيث يقبل السياح على تجربة هذا الفن التقليدي في الأسواق الشعبية والفنادق الفاخرة، مما يُسهم في الترويج للثقافة المغربية عالميًا.

وتمثل الحناء المغربية أكثر من مجرد وسيلة للتجميل، فهي جزء من هوية المجتمع المغربي وتراثه الغني بالمعتقدات والتقاليد.

وبينما تواصل الأجيال توارث هذا الفن العريق، يبقى نقش الحناء شاهدًا على تاريخ ممتد يعكس جمال الثقافة المغربية وروحها الاحتفالية.