1.2 مليار طفل ضحايا العنف سنويا عبر العالم

- Advertisement -

أصدرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي تقريرًا بعنوان “العقاب البدني للأطفال: التأثير على الصحة العامة”، يكشف عن أرقام صادمة لحجم العنف الذي يتعرض له الأطفال حول العالم. وبحسب التقرير، فإن ما يقارب 1.2 مليار طفل يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف سنويًا، تتراوح بين العنف الجسدي واللفظي والنفسي.

العنف لا يقتصر على المنازل

ويشير التقرير إلى أن العنف لا يُمارس فقط داخل المنازل، بل يمتد أيضًا إلى المدارس. إذ يُقدّر أن ما بين 25٪ و50٪ من الأطفال يتعرضون للعنف داخل المؤسسات التعليمية، وهو ما يسلّط الضوء على فشل بعض الأنظمة التربوية في حماية الأطفال.

آثار نفسية وجسدية عميقة

تحذّر منظمة الصحة العالمية من أن العقاب البدني يُحدث أضرارًا بيولوجية ونفسية طويلة الأمد. فالإجهاد الناتج عن العنف يؤدي إلى ارتفاع في هرمونات التوتر، وتغيرات في بنية الدماغ، كما ينعكس ذلك سلبًا على النمو العاطفي والمعرفي للطفل. وتشير البيانات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعقاب البدني تقل احتمالية أن يكونوا “نمائيًا على الطريق الصحيح” بنسبة 24٪.

عنف اليوم… مشاكل الغد

تُظهر الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف في مراحل مبكرة من حياتهم، يكونون أكثر عرضة في المستقبل للإصابة بـ الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات العاطفية، وقد يتطور الأمر إلى سلوك عدواني أو ميول انتحارية.

الحلول: بين القانون والتربية

يوضح التقرير أن سنّ القوانين وحده لا يكفي لمواجهة هذه الظاهرة، بل يجب أن ترافقه حملات توعية وتثقيف، إلى جانب برامج دعم نفسي وتربوي للآباء والمعلمين، من أجل تعزيز أساليب التربية الإيجابية واللاعنفية.

رسالة واضحة من منظمة الصحة العالمية

يُعد هذا التقرير بمثابة ناقوس خطر يدعو إلى تغيير جذري في الطريقة التي يُربّى بها الأطفال. فالعقاب البدني ليس له أي فوائد مثبتة، بل يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة الطفل ومستقبله. ومن هنا، تؤكد المنظمة أن حماية الطفولة تبدأ بكسر دائرة العنف واستبدالها بأساليب تربوية قائمة على الحب والاحترام.

تحرير من طرف: إيمان البدري