إيمان البدري
مع اقتراب الدخول المدرسي الفعلي يوم 8 شتنبر الجاري، تبدأ الأسر المغربية في الاستعداد لعودة أبنائها إلى مقاعد الدراسة، وهي مرحلة لا تقتصر على توفير المستلزمات المدرسية فحسب، بل تمتد لتشمل التهيئة النفسية والتربوية الضرورية لضمان انطلاقة موفقة وآمنة.
ففي الوقت الذي يعيش فيه بعض الأطفال والمراهقين مشاعر الحماس والفضول للعودة إلى الفصول الدراسية، يعاني آخرون من قلق وتوتر قد يصل أحيانًا إلى ما يُعرف برُهاب المدرسة. في هذا السياق، تُسلّط الأخصائية النفسية وباحثة علم النفس الاجتماعي، بشرى المرابطي، الضوء على أهمية دور الأسرة في دعم الأبناء نفسيًا خلال هذه المرحلة، وتقديم خطوات عملية تُسهّل عليهم الانتقال من أجواء العطلة إلى روتين المدرسة.
رهاب المدرسة: قلق يُرافق العودة إلى الفصول الدراسية
أفادت بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، بأنه مع بداية كل موسم دراسي يُلاحظ أن العديد من الأطفال والمراهقين يعانون من مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بالعودة إلى المدرسة. ورغم أن هذه المشاعر تُعد طبيعية في كثير من الحالات، إلا أنها قد تتطور لدى فئة قليلة من التلاميذ إلى ما يُعرف بـ”رُهاب المدرسة”، وهو أحد اضطرابات القلق التي تظهر في شكل خوف شديد ومفرط من الذهاب إلى المدرسة، ما يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والسلوكية للطفل.
دور الأسرة في التهيئة النفسية للعودة المدرسية
في هذا السياق، شددت بشرى المرابطي، في تصريح لمجلة “فرح”، على أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في تهيئة الأطفال والمراهقين للعودة إلى مقاعد الدراسة، للحد من مشاعر القلق والخوف التي قد ترافقهم.
وأكدت المرابطي على ضرورة تهيئة الجو العام داخل الأسرة لاستقبال الموسم الدراسي بشكل إيجابي، من خلال تجنب الخطاب السلبي أو غير المحفز، لأن الأطفال غالبًا ما يُفسرون كلمات الآباء بشكل ذاتي قد يؤدي إلى تبني أفكار سلبية عن المدرسة.
الانضباط والروتين ضرورة للتهيئة النفسية
كما نبهت الأخصائية إلى أن الأسرة تتحمل مسؤولية تحضير الطفل نفسيًا وسلوكيًا للدخول المدرسي، وذلك عبر إرساء نظام جديد ينسجم مع متطلبات المدرسة، مثل الالتزام بمواعيد الاستيقاظ المبكر، وإعادة ضبط إيقاع النوم، بالإضافة إلى تعزيز التركيز والانتباه داخل الفصل الدراسي.
الحوار والمشاركة أساس الدعم النفسي
من الجوانب المهمة التي أشارت إليها المرابطي في تصريح لمجلة “فرح”، أهمية الحوار المباشر والصريح مع الطفل لشرح طبيعة المرحلة الجديدة وما تتطلبه من تغييرات، وخاصة تقليص الأنشطة الترفيهية لصالح الالتزام الدراسي. كما أشارت إلى أن اختيار ملابس وحقائب مدرسية جذابة يمكن أن يسهم في تحفيز الطفل نفسيًا وتحسين نظرته للعودة إلى المدرسة.
أنشطة ترفيهية تربط العودة المدرسية بتجارب إيجابية
واقترحت الباحثة أن يعمد الآباء إلى ربط العودة إلى المدرسة بأنشطة ترفيهية مُحببة للطفل، مثل الخروج لتناول العشاء، أو تنظيم نشاط خاص بالأسرة في المنزل. فمثل هذه المبادرات تُضفي على العودة المدرسية طابعًا إيجابيًا، وتُخفف من وطأة الانتقال من أجواء المرح إلى أجواء الانضباط، مما يجعل التجربة أكثر سلاسة وقبولاً لدى الأطفال.



