تتصاعد خطوات المرأة المغربية في عالم الأعمال بخطى واثقة، محمّلة بعزيمة لا تعرف الانكسار، لكنها تدرك أن الطموح وحده لا يكفي. فقيادة مشروع ناجح تتطلّب أدوات حقيقية، ومعرفة دقيقة، ومهارات متطورة تمكّنها من مواجهة تحديات السوق المعقّدة. هنا يظهر دور التعليم والتكوين المهني كجسر يربط بين الطموح والنجاح، ليمنح المرأة المقاولة القدرة على تحويل أفكارها إلى مشاريع مستدامة ومؤثرة في الاقتصاد والمجتمع.
أثر برامج التكوين المهني على نجاح المشاريع النسائية
تشير الدراسات إلى أن برامج التكوين المهني المتخصصة في ريادة الأعمال تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قدرات النساء على إدارة مشاريعهن. فعلى سبيل المثال، يهدف برنامج “Min Ajliki” الذي أطلقته الحكومة المغربية بشراكات دولية إلى تعزيز روح المبادرة لدى النساء عبر تدريبات في التسويق، إعداد خطط العمل، وإدارة الموارد البشرية. وقد استفادت منه آلاف النساء عبر جهات المملكة، بما رفع منسوب الوعي بأهمية التكوين المهني كأداة لتمكين المرأة المقاولة.
التكوين الرقمي والمالية للمقاولات الصغرى
في عصر التحوّل الرقمي، بات التكوين في التسويق الرقمي، إدارة الحسابات عبر الإنترنت، واستخدام أدوات التجارة الإلكترونية ضرورة لا غنى عنها. وتستهدف مبادرة “We-Fi” التي تقودها وزارة الصناعة والتجارة بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة (Maroc PME) تمكين المقاولات النسائية من الأدوات الرقمية لتوسيع مشاريعهن؛ إذ تتلقّى المستفيدات تدريبات متخصصة لفهم آليات السوق الرقمي وتعزيز القدرة على التنافس والنمو.
دور المنظومة التربوية والتكوين المهني
تُولي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أهمية خاصة لتطوير برامج موجّهة للنساء. ومن خلال شراكات مع المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) تُقدَّم دورات في الحرف اليدوية، الخدمات، والتكنولوجيا، بما يتيح اكتساب مهارات عملية تؤهّلهن لولوج سوق الشغل أو تأسيس مشاريعهن الخاصة.
تمكينٌ عبر المعرفة والمهارة
إن الاستثمار في التعليم والتكوين المهني للنساء ضرورة استراتيجية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة. فتزويدهن بالمعرفة والمهارات يمكّنهن من قيادة مشاريعهن بثقة وفعالية، ويعزّز دورهن كفاعلات رئيسيات في الاقتصاد الوطني.
علاء البكري



