زاكورة تستعيد روح فاطمة المرنيسي

- Advertisement -

في أفق زاكورة الموشوم بوهج الرمال، تنبعث أيام ثقافية ما بين الثامن والعشرين والثلاثين من نونبر المقبل، في إقامة فنية تسعى إلى إحياء أثر المفكرة وعالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي. مبادرة تنسجها جمعية “مرسم بنور للثقافة والفن” كجسر من وفاء، يلتقي فيه الإبداع بالتأمل، وتُستعاد فيه سيرة امرأة آمنت أن الكلمة سلاح، وأن الثقافة قادرة على فتح النوافذ في جدران الصمت.

إرث يضيء الهامش

في مطلع الألفية، حطّت المرنيسي رحالها في زاكورة، فشجّعت المبادرات الشبابية التي تحولت إلى بذور لـ”القافلة المدنية”. كانت ترى في الحوار جسرًا يصل القرى النائية بالعالم، وفي الفن وسيلةً لمواجهة الفقر والتهميش. واليوم تعود ذكراها إلى المكان ذاته، في محاولة لإحياء ذلك النفس المدني الذي تركته بين الناس، وإبراز وجه زاكورة الثقافي والسياحي.

ذاكرة تتجدد في الفكر والفن

سيكون برنامج الأيام الثقافية فسيفساء من ندوات فكرية وأمسيات أدبية وعروض فنية، يشارك فيها مبدعون من المغرب ومن بلدان أخرى. وفي التفاتة رمزية، سيُطلق اسم فاطمة المرنيسي على إحدى غرف الإقامة الفنية، عربون اعتراف بما قدمته، وإشارة إلى أن الأسماء الكبيرة تظل حيّة حين يسكن أثرها الذاكرة.

ذكرى عاشرة… وصوت حاضر

في الثلاثين من نونبر، يختتم اللقاء باحتفالية خاصة بالذكرى العاشرة لرحيل المرنيسي، في لحظة اعتراف بعالمة اجتماع حملت قضايا المرأة، وكتبت عن الحرية والمساواة بجرأة فكرية جعلتها رمزًا إنسانيًا. وعلى الرغم من رحيلها لأكثر من عشر سنوات، لا يزال صوت فاطمة المرنيسي حاضرًا في نصوصها التي تحاور العالم، وفي المبادرات التي انطلقت من حلمها بمجتمع أكثر عدلًا وأمانًا.

كلمة المنظمين

يؤكد محمد بنور، رئيس جمعية “مرسم بنور للثقافة والفن”، أن هذه التظاهرة امتداد لروح “القافلة المدنية” التي بشّرت بها المرنيسي، وتجسيد لقناعة عميقة بأن الثقافة قادرة على بناء جسور بين الأجيال والمجتمعات.

لمحة عن فاطمة المرنيسي

وُلدت فاطمة المرنيسي بمدينة فاس عام 1940، ورحلت عام 2015. هي مفكرة وكاتبة وعالمة اجتماع مغربية تُعد من أعلام النسوية المغربية والعربية. انشغلت بقراءة وضع المرأة من منظورٍ إسلامي، وركّزت أعمالها على علاقة الإسلام بالمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي. وبالموازاة مع الكتابة، نشطت في المجتمع المدني من أجل المساواة وحقوق النساء.
أصدرت أكثر من خمسة عشر كتابًا ومقالات عديدة عن النساء، من بينها: “الجنس كهندسة اجتماعية”، “شهرزاد ليست مغربية”، “هل أنتم محصنون ضد النساء؟”، و”ما وراء الحجاب”.

علاء البكري