انطلق العدد الأول من مجلة تفكيك ليعلن بداية مسار معرفي جديد، مسار يضع الأسئلة في صدارة المشهد ويستعيد للبحث العلمي حريته. تحمل المجلة، الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية والمسجّلة رسميًا في الدنمارك تحت الرقم الدولي المعياري ISSN 2795-0042، همّ الدراسات الأنثروبولوجية والثقافية وقضايا الهجرة، وتتقاطع مع النقد الثقافي والفكر ما بعد الكولونيالية والرؤى النقدية المعاصرة.
رؤية تحمل معنى المقاومة
تنسج مجلة “تفكيك” حضورها من حاجة مُلِحّة إلى منبر يواجه التمركز المعرفي، ويمنح الكلمة للباحثين والباحثات القادمين من الهوامش والمنفى. تفتح المجلة أبوابها لأصوات تتعثر غالبًا أمام جدران النشر التقليدي، وتمنحها فسحة لتشارك رؤاها وأسئلتها التي ظلّت مُهمّشة.
التفكيك مسارٌ للحرية
اختارت المجلة اسمها بوعي كامل؛ فالتفكيك ليس هدمًا بقدر ما هو فعل تحرّر وبناء متواصل. هو مساءلة للغة والسلطة وللذات الباحثة نفسها، وانفتاح على التعدد والتداخل والاختلاف. بهذا المعنى يتحوّل التفكيك إلى أفق معرفي حيّ يزرع الحيرة الخلّاقة، ويصوغ من السؤال طريقًا للفهم.
فضاء للأصوات المخفية
ترى “تفكيك” أن المعرفة تولد في المنفى كما تولد في الجامعة، وتتشكّل في الترجمة كما تتشكّل في البحث الميداني، وتنمو في التوترات العابرة للحدود. لذلك جاءت صفحاتها لتحتفي بالأسلوب الحر، وتمنح مكانًا للترجمات الجريئة، وتفتح مساحتها للباحثين الذين يضيّق عليهم النشر التقليدي الطريق.
مقاومة التسطّح واستعادة العمق
في زمن تسارعت فيه الرقمنة وتحوّلت فيه بعض المجلات إلى واجهات تسويقية، تقف “تفكيك” في الضفة الأخرى، رافعةً شعار الجودة والحوار العابر للغات والتخصصات. تراهن المجلة على العمق، وعلى بناء شبكة نقدية تتجاوز الحدود المصطنعة، وتؤمن أن المعرفة الحيّة هي التي تُربك المسلّمات وتفتح نوافذ جديدة.
العدد الأول: دعوة إلى المشاركة
صدر العدد الأول بصيغة مفتوحة الوصول عبر الموقع الرسمي للمجلة، التزامًا بمبدأ المعرفة المشاعة والمتاحة للجميع. ودعت هيئة التحرير الباحثين والأكاديميين والمهتمين إلى التفاعل مع محتواه والمساهمة في الأعداد القادمة عبر النشر أو التحكيم أو الترجمة أو الحوار النقدي.
علاء البكري



