في خطوة جديدة تعزز طموح البشرية لاستكشاف الفضاء، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن خططها لبناء قرية كاملة ومتكاملة على سطح القمر في أفق سنة 2035، في إطار رؤيتها لتأسيس حياة بشرية مستدامة خارج كوكب الأرض. جاء هذا الإعلان على لسان شون دافي، القائم بأعمال مدير الوكالة، خلال كلمته في مؤتمر الطيران الدولي IAC 2025، الذي انعقد في مدينة سيدني الأسترالية.
ليست محطة مؤقتة، بل قرية دائمة
أكد دافي أن المشروع المرتقب “لن يكون مجرد محطة مؤقتة، بل قرية متكاملة”، مشيرًا إلى أن “ناسا” تخطط لتوفير مرافق وملاجئ دائمة لرواد الفضاء على سطح القمر، باستخدام الموارد المتوفرة هناك. وأوضح أن الوكالة تسعى إلى بناء قاعدة تعتمد على الطاقة النووية، وستُشيّد من مواد محلية موجودة على سطح القمر، مما يقلل من الاعتماد على الإمدادات القادمة من الأرض، ويجعل البقاء في الفضاء أكثر واقعية واستدامة.
نحو المريخ.. والولايات المتحدة أولاً
لم يقتصر حديث دافي على القمر فقط، بل شدد على أن هذه المشاريع تمهد الطريق لخطوة أكبر، وهي الوصول إلى كوكب المريخ، معربًا عن ثقته في أن الولايات المتحدة ستكون أول دولة تطأ سطح المريخ، بفضل تطور برامجها الفضائية.
“أرتميس-2” تمهد الطريق للعودة إلى القمر
في إطار هذه الرؤية الطموحة، تستعد “ناسا” لإطلاق مهمة “أرتميس-2” في فبراير المقبل، حيث سيتم إرسال أربعة رواد فضاء في أول رحلة مأهولة نحو القمر منذ أكثر من نصف قرن، ضمن برنامج أرتميس الذي يمثل عودة قوية لاستكشاف القمر. وتعتزم الوكالة بعد ذلك إطلاق مهمة “أرتميس-3” في منتصف 2027، بهدف إنزال رائدين فضائيين قرب القطب الجنوبي للقمر، في مهمة من المرتقب أن تستمر سبعة أيام.
آفاق جديدة للبشرية
تفتح هذه الخطط الطموحة الباب أمام حقبة جديدة من الاستيطان الفضائي، حيث تتحول الأفكار التي طالما اعتُبرت من قبيل الخيال العلمي إلى واقع قابل للتنفيذ، مدعومًا بالتكنولوجيا الحديثة والتصميم على تجاوز حدود الأرض.
إيمان البدري



