شهران إضافيان من الحرّ القاتل ينتظران الكوكب

- Advertisement -

يتسارع دوران الأرض في دوامة الحرّ، ويبدو أن عقارب المناخ تتجه نحو زمنٍ أكثر لهبًا. وتوقّعت دراسة حديثة، نُشرت هذا الخميس، أن يُضاف إلى تقويم العالم نحو شهرين من الأيام شديدة الحرارة الخطيرة سنويًا مع نهاية القرن، في تحول مناخي ينذر بواقع يختنق بالحرارة ويزداد فيه الفقراء احتراقًا قبل الأغنياء.

الدول الفقيرة في مواجهة اللهيب

تُظهر الدراسة أن البلدان الصغيرة والأكثر هشاشة اقتصاديًا ستكون أول من يكتوي بنيران هذا التحول. وبينما تتسبب الدول الصناعية الكبرى في الجزء الأكبر من الانبعاثات الكربونية، تبقى الدول النامية على خطوط الجبهة الأولى دون وسائل حماية كافية، وكأنها تُعاقَب على خطايا لم ترتكبها.

اتفاق باريس: إنقاذ من الجحيم الكامل

تبرز اتفاقية باريس للمناخ كعلامة فارقة؛ فالنماذج تُشير إلى أنه لولا جهود خفض الانبعاثات خلال العقد الماضي، لكان العالم مهددًا بإضافة 114 يومًا من الحرّ الشديد سنويًا. وقد استخدم علماء من مجموعة «إسناد الطقس العالمي» ومركز المناخ الأمريكي محاكاة متقدمة لرصد أثر هذه الجهود على أشد وجوه التغير المناخي قسوة: موجات الحر القاتلة.

سيناريوهان لمستقبل مُلتهب

الأول: إذا أوفت الدول بتعهدات الخفض، فبحلول 2100 سيرتفع متوسط الحرارة بنحو 2.6° مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ما يعني إضافة 57 يومًا من الحرّ الشديد سنويًا.
الثاني: مسار أكثر قتامة نحو +4° مئوية—وهو المسار الذي كادت الأرض أن تسلكه قبل اتفاق باريس—وسيُضاعف الأيام الحارة الإضافية ليحوّل الحياة إلى سباق دائم مع الشمس.

«ألم ومعاناة»… لكن بصيص أمل

تقول كريستينا دال، نائبة رئيس مركز المناخ المركزي للعلوم والمشاركة في إعداد التقرير: سيكون هناك ألم ومعاناة بفعل التغير المناخي، لكنها ترى فرقًا ملموسًا بين مساري +4° و+2.6°، وهو ما يعكس أثر الجهود المبذولة خلال السنوات العشر الأخيرة—وبالتالي سببًا للأمل.

بين الأمل والاحتراق

العالم يقف على عتبة قرن من الاختبارات المناخية القاسية؛ سيُقاس البقاء بقدر الإرادة على تغيير المسار قبل أن يغيّر الكوكب قواعد العيش علينا.

علاء البكري