في يوم الخميس 6 نونبر 2025، يرفع المغرب الستار على ذكراه الخمسين لتلك اللحظة التي كرّست روح الانتماء والوحدة؛ حينما اجتمع ثلاثمئة وخمسون ألف مواطنٍ ومواطنة، في السادس من نونبر سنة 1975، تحت راية السلام والمصحف، في ثورةٍ سلمية خالدة في سجلّ حركات التحرّر. هذه الذكرى ليست استدعاءً للماضي فحسب، بل تجديدٌ للعهد مع الأجيال القادمة عبر «عيد الوحدة» الذي أُقرّ حديثًا ليكون موعدًا سنويًا لرؤية مغربية متجددة.
المسيرة وتجلّيها الوطني
كانت المسيرة الخضراء نقطة تحوّل في جغرافيا الوطن ووعيه الجماعي. “لبّينا نداء الحسن، وكلّنا عزيمة لاسترجاع الأقاليم الصحراوية”، يقول مشارك من ورزازات. واليوم، وقد غدت الأقاليم الجنوبية نموذجًا لتلاحم التنمية والعمق الوطني، تتجلّى روح المسيرة في المشاريع الكبرى: من ميناء الداخلة الأطلسي إلى محطات الطاقة المتجددة في العيون والداخلة.
عيد الوحدة: الربط بين اليوم والمستقبل
أُحدث «عيد الوحدة» ليؤكّد أن القضية مسيرةٌ متواصلة يساهم فيها كل جيلٍ بطريقته. يقول شاب من العيون: “لم أشهد المسيرة، لكنني أعيش ثمارها الآن؛ والاحتفال بهذا اليوم يجعلني جزءًا من الحكاية”. هكذا يتحول العيد إلى دعوةٍ للانخراط الحيّ وترسيخ مشروع الوحدة الوطنية كفعلٍ يتجدد.
شهادة من أرض الحدث
يستعيد موحى آيت لحساين، أحد المشاركين، اللحظة قائلًا: “حين خطونا أولى خطواتنا في طرفاية، شعرنا بأنّ الوطن يكتمل… واليوم، وأنا أرى الأبناء في الأقاليم الصحراوية يستفيدون من مستشفى وحديقة وميناء ونشاط اقتصادي، أعلم أن العهد لم يُقطع”.
من الماضي إلى الحاضر: دولةٌ وحضارة
بين 1975 و2025، لم يكن المغرب دولةً تسترجع أرضها فحسب، بل كيانًا يجمع أصالة الحضارة وانفتاح الدولة الحديثة. أكدت وثائق دولية أن المسيرة أطلقت رؤية استكمال الوحدة الترابية. واليوم تُضاء شوارع المدن الصحراوية وتُزَيَّن ساحاتها، في رسالةٍ إلى العالم بأنّ الجنوب المغربي عنوانٌ للتنمية والانفتاح.
لنُبقِ الشعلة متقدة
المسيرة الخضراء كانت عهدًا، و«عيد الوحدة» هو تجديدٌ لهذا العهد بعقلٍ يقظٍ وجيلٍ يعيش الانتماء فعلًا. شكرًا لأهل اليوم الذين حملوا الشعلة، وهنيئًا للمغاربة أن يكونوا جزءًا من حكايةٍ تستمرّ، لا ذكرى تُطوى.
علاء البكري



