زهران ممداني: أول عمدة مسلم لنيويورك

- Advertisement -


شهدت الولايات المتحدة مشهدًا انتخابيًا استثنائيًا، مع فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، إلى جانب فوز المرشحتين الديمقراطيتين ميكي شيريل في نيوجيرسي وأبيغيل سبانبرغر في فرجينيا بمنصبَي الحاكم، مما منح الحزب الديمقراطي دفعة قوية قبيل انتخابات التجديد النصفي المقبلة.

وقف ممداني أمام أنصاره في نيويورك معلنًا فوزه في أجواء غمرها التصفيق والهتافات، وقال في خطابه: “لقد منحتموني تفويضًا من أجل التغيير ومن أجل سياسة جديدة”. وأكد عزمه على بناء مرحلة جديدة لمدينة نيويورك أكثر عدلاً وإنصافًا، شاكرًا جميع العمال والمهاجرين الذين يشكّلون نسيج المدينة الإنساني المتنوع.

من الهامش إلى الصدارة

ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، ينتمي إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، وقد أصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك، أكبر مدن الولايات المتحدة. وأظهرت النتائج الأولية تقدّمه بنسبة 50.4% من الأصوات مقابل 41.3% لمنافسه الجمهوري كورتيس سْليوا، متجاوزًا إياه بفارق يفوق مئة ألف صوت. ورغم الهجمات التي تعرّض لها بسبب مواقفه من الحرب على غزة، فقد تمسّك بمبادئه ليصبح رمزًا لجيلٍ سياسي جديد يرفع راية العدالة والمساواة.

هجوم على ترامب ونقد للطبقة الثرية

في خطابه، وجّه ممداني نقدًا لاذعًا للأثرياء، قائلًا: “معًا سندخل جيلًا جديدًا في الحكم، وإذا تمسكنا بهذا المسار الجريء، سنرد على الأوليغارشية والاستبداد بالقوة التي يخشونها”. ثم وجّه رسالة مباشرة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب: “ارفع مستوى الصوت”. وردّ ترامب سريعًا عبر منصته الرقمية معلنًا: “فليبدأ التحدي إذن”.

صعود نسائي يُعيد رسم الخريطة

في فرجينيا ونيوجيرسي، حققت أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل فوزًا حاسمًا بمنصبي الحاكم؛ إذ حصلت سبانبرغر على 56.9% من الأصوات لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية، فيما حصدت شيريل 56% في نيوجيرسي، في انتصار يعزّز زخم الديمقراطيين ويعيد الثقة بقدرتهم على استعادة المبادرة السياسية.

تحوّل انتخابي ورسائل مبكرة

اعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن هذه النتائج تشكّل منعطفًا بارزًا، وترسل إشارات مبكرة حول مزاج الناخبين قبل الاستحقاقات المقبلة. ووصف السيناتور بيرني ساندرز فوز ممداني بأنه “إحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأمريكي الحديث”، فيما رأى تشاك شومر أن النتائج تمثل رفضًا لخطاب “القسوة والفوضى والجشع”.

خاتمة: جيلٌ جديد في واجهة الحكم المحلي

بين خطاب اجتماعي جريء ونَفَس إنساني، يقدّم هذا الثلاثي الديمقراطي—ممداني وسبانبرغر وشيريل—ملامح مشهد سياسي يتبدّل بسرعة، حيث تتقدّم قضايا العدالة والتمثيل المتنوع إلى واجهة الحكم، وتستعد المدن والولايات لمرحلةٍ عنوانها: مشاركة أوسع وسياسات أقرب إلى الناس.

علاء البكري