أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل انخفاض في حالات الإصابة بمرض السل للمرة الأولى منذ جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم عام 2020، معتبرة أن هذا التراجع يمثل إشارة إيجابية في مسار مكافحة واحد من أخطر الأمراض المعدية في التاريخ الحديث.
السل ما زال من أكثر الأمراض فتكا في العالم
وأوضح تقرير المنظمة حول مرض السل لعام 2025، الصادر يوم الأربعاء، أن المرض لا يزال من بين أكثر الأمراض المعدية فتكًا، إذ تسبب العام الماضي في وفاة أكثر من 1.2 مليون شخص، فيما أصيب به نحو 10.7 ملايين شخص حول العالم.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من هذا الانخفاض الملحوظ، فإن نقص التمويل العالمي يهدد بتقويض التقدم المحقق في مكافحة المرض خلال السنوات الأخيرة.
تحذير من فجوات التمويل
وحذر التقرير من أن التمويل المخصص لمكافحة السل ما يزال بعيدًا عن المستويات المطلوبة، إذ لم يتجاوز 5.9 مليارات دولار في عام 2024، وهو رقم يقل كثيرًا عن الهدف السنوي البالغ 22 مليار دولار بحلول عام 2027
وحسب المنظمة، فإن استمرار هذا النقص في التمويل قد يؤدي إلى نحو مليوني وفاة إضافية و10 ملايين إصابة جديدة خلال العقد المقبل.
تيدروس: السل لا يزال يحصد الأرواح رغم إمكانية الوقاية والعلاج
وفي تعليق له على التقرير، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس:” إن الانخفاض في العبء العالمي للمرض والتقدم في مجالات الفحص والعلاج والبحث العلمي كلها تطورات مرحب بها بعد سنوات من التراجع، لكنها لا تمثل انتصارًا بعد”.
وأضاف: “ما زال مرض السل يودي بحياة أكثر من مليون إنسان سنويًا، رغم أنه قابل للوقاية والعلاج، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا”
تحسن في معدلات الفحص والعلاج
وأشار التقرير إلى أن معدل الإصابات بالسل انخفض بنحو 2% بين عامي 2023 و2024، فيما تراجعت الوفيات بنسبة 3% خلال الفترة ذاتها.
كما شهد العام الماضي زيادة ملحوظة في أعداد الأشخاص الذين خضعوا للفحص والعلاج، إلى جانب تقدم في الأبحاث الطبية المتعلقة بالمرض.
وأكدت المنظمة أن أكثر من نصف سكان العالم باتوا مشمولين بالفحوص السريعة للكشف عن المرض، بنسبة بلغت 54% مقارنة بـ48% في عام 2023، فيما وصلت نسبة نجاح العلاج إلى 88%، وهو مؤشر إيجابي على فعالية برامج المكافحة..
دول تتحمل العبء الأكبر
ورغم التقدم المحقق، أفاد التقرير بأن 87% من حالات الإصابة الجديدة في عام 2024 تتركز في 30 دولة فقط، حيث تظل أنظمة الحماية الاجتماعية ضعيفة وغير متكافئة، ما يجعل الفئات الأكثر هشاشة عرضة للمرض والوفاة.
تحري إيمان البدري



