يواصل المغرب تعزيز حضوره القاري في مجال حماية الطفولة وتمكينها، مستندًا إلى رؤية ملكية راسخة تُعلي من شأن التعاون الإفريقي وتمنح الأجيال الصاعدة مكانة فاعلة في رسم مستقبلها. وهو ما تجسّد على الصعيد القاري من خلال أول منتدى إفريقي للبرلمان الطفولي.
إعلان الرباط… خطوة نحو شبكة إفريقية
في ختام هذا المنتدى، اجتمعت العقول الصغيرة من مختلف أنحاء القارة لتُعلن بصوت واحد إعلان الرباط حول “مشاركة الأطفال في تنمية إفريقيا”؛ وثيقة تاريخية اعتمدها المشاركون بالإجماع. وقد تجلى في هذا البيان طموح عميق: إنشاء شبكة إفريقية لحقوق الطفل، مقرّها بالمغرب تحت إشراف المرصد الوطني لحقوق الطفل، لتعزيز الحوار القاري وتمكين الأطفال من لعب دور مؤثِّر في صنع القرار والتنمية. كما حمل الإعلان التزامًا مشتركًا بتقوية برلمانات الأطفال داخل بلدانهم، وتحويلها إلى منصات قادرة على الدفاع عن حقوق الطفولة، والعمل بتنسيق وثيق مع مؤسسات وطنية وإفريقية تُعنى بالحماية والرعاية.
تمثيل قاري واسع
اكتسب المنتدى بعدًا إفريقيًا واضحًا بفضل مشاركة رؤساء المجالس والبرلمانات الطفولية من موريتانيا وبوروندي وجيبوتي وتنزانيا وزامبيا، إلى جانب حضور وزاري بارز داخل المغرب، ما يعكس الرغبة المشتركة في بناء تعاون قاري يضع الطفل في قلب السياسات الاجتماعية.
نقاشات وورشات
تضمّن البرنامج خمس ورشات تناولت قضايا ملحّة تشغل الطفولة الإفريقية، أبرزها الحق في التعليم، وتحديات الصحة الجسدية والنفسية، ومكافحة عمل الأطفال، ووضعية الأطفال في الشارع، ومخاطر الزواج المبكر. وتخللت الفعاليات عروض توثيقية رصدت مسار المرصد الوطني لحقوق الطفل وأبرز لحظات المنتدى، بما يعكس تراكمًا مؤسساتيًا واضحًا في هذا المجال.
إشراف الأميرة لالة مريم
في لحظة رمزية مفعمة بالاحترام، ترأست الأميرة لالة مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، حفل اختتام المنتدى في مقر البرلمان بالرباط. وقد منح حضورها بين الأطفال للحدث طابعًا إنسانيًا خاصًا، إذ لمس المشاركون دعمًا مباشرًا يؤكد أن صوت الطفل يُستمع إليه وأن آماله تُحوّل إلى مبادرات واقعية.
ختام احتفالي
اختُتمت الدورة بصورة جماعية جمعت الأميرة بالمشاركين الشباب، بعد ثلاثة أيام من نقاشات مثمرة شارك فيها أكثر من مئة وسبعين مسؤولًا وفاعلًا من ثمانٍ وعشرين دولة إفريقية، في خطوة تعزز مسار إشراك الطفل الإفريقي في صناعة القرار.
نحو دورة ثانية
يأتي هذا الإنجاز ليضع حجر الأساس لشبكة إفريقية جديدة تعكس التزام المغرب بدعم الطفولة في القارة، تحت القيادة الحكيمة للأميرة لالة مريم التي تواصل ترسيخ قيم التضامن والمشاركة. وإلى حين الدعوة لدورة ثانية من المنتدى، يظل إعلان الرباط وعدًا بأن يكون صوت الطفل الإفريقي حاضرًا دومًا في قلب السياسات والتنمية.
تحرير: علاء البكري



