تكشف إحصاءات حديثة للأمم المتحدة عن واقع يدمي القلوب؛ إذ تفقد فتاة أو سيدة حياتها كل نحو عشر دقائق على يد شريك أو أحد أفراد الأسرة. البيت، الذي يُفترض أن يكون ملجأً للأمان والدفء، يتحول في كثير من الحالات إلى مساحة يغيب فيها الحنان وتتسع فيها فجوة الخوف.
أرقام ثقيلة بوقعها
ويشير التقرير، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى أن ما يقارب 83 ألف امرأة وفتاة تعرضن للقتل العمد خلال عام 2024. أكثر من نصف هذه الجرائم ارتُكبت داخل نطاق الأسرة، حيث شكّل الأزواج والشركاء وأفراد العائلة المنفّذين الأساسيين.
مقارنة تكشف اختلالًا عميقًا
وتظهر البيانات أن نسبة القتل داخل الأسرة بين الرجال لا تتجاوز 11%، مما يعكس هشاشة وضع النساء داخل المجال الأسري، حيث تتداخل السلطة والعاطفة والاعتماد اليومي لتخلق بيئة تشتعل فيها بذور العنف.
خريطة عالمية للآلام
وتُبرز الأرقام تفاوتًا جغرافيًا كبيرًا؛ فقد سجّلت القارة الإفريقية أعلى معدلات قتل الإناث خلال سنة 2024 بما مجموعه 22,600 ضحية. وتلتها آسيا بـ17,400 حالة، بينما شهدت منطقتا الأمريكتين وأوروبا 7,700 و2,100 حالة على التوالي، إضافة إلى 300 حالة في أوقيانوسيا.
يوم عالمي يُنادي بالإنصاف
وتزامن صدور التقرير مع إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، في محاولة لتسليط الضوء على معاناة لا تزال تتكرر بصمت داخل المنازل، رغم الجهود القانونية والدولية. وتتحول الأرقام إلى دعوة صريحة لوعي جماعي قادر على حماية حياة النساء والفتيات، وصون كرامتهن داخل الأسرة أولًا.
علاء البكري



