تحتضن مدينة طنجة، من 6 إلى 11 دجنبر الجاري، الدورة السابعة من مهرجان “بصمات… فنون المدينة”، الذي ينظمه منتدى الفكر والثقافة والإبداع بشراكة مع مؤسسة ميزوبوتاميا الهولندية، وبدعم من جماعة طنجة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة. ويأتي هذا المهرجان في لحظة تستعيد فيها المدينة روحها البحرية التي جعلتها عبر التاريخ معبرًا للثقافات ومساحة لولادة فنون تتقد بحسّ الهجرة والانفتاح.
أمستردام: المدينة الضيفة التي تنعكس في مرايا طنجة
واختار المهرجان مدينة أمستردام ضيفة شرف لدورته الجديدة، تقديرًا لغناها الفني وعمق حضور الجالية المغربية المقيمة بها. ويستعيد هذا الاختيار تاريخًا ممتدًا بين البلدين منذ أوّل اتفاقية دبلوماسية سنة 1610، في تجسيد لوشائج ثقافية تتقاطع فيها الذاكرة البحرية ومسارات الإبداع.
ويفتح المهرجان آفاقًا لتأمل التجربة الفنية المهاجرة، من خلال محور رئيسي يحمل عنوان “فنون مهاجرة في مدن الموانئ”، حيث تُطرح أسئلة الهوية، وتتحاور التجارب التي نشأت في فضاءات العبور والاختلاط الثقافي.
افتتاح يلامس نبض الجمهور
ويفتتح المهرجان فعالياته في بيت الصحافة بحفل يجمع الموسيقى والكلمة الرفيعة، مع الثنائي الهولندي إينيكي هيرستل ودانييل باسكال، يليه حفل طربي يحييه الفنان المغربي رشيد العلوي رفقة فرقة مشاعل بقيادة المايسترو محمد بشير بنيحيى. ويشهد الافتتاح تكريمين بارزين: الشاعر أحمد هاشم الريسوني من طنجة، والباحث والكاتب الهولندي كريس كولمانز، في التفاتة تستحضر أثر الكلمة ودورها في جمع الضفتين.
ورشات، ندوات، وأمسيات تُعيد رسم علاقة الفن بالمدينة

وتعرف الدورة سلسلة ورشات فنية أبرزها ورشة التصوير الفوتوغرافي بمركز التقاء الشباب، إلى جانب ندوة معمّقة حول “المدينة والميناء بعيون مثقفي طنجة وأمستردام”، تجمع باحثين وشعراء من الضفتين. كما يحتضن فضاء الذاكرة للمقاومة والتحرير ندوتين فكريتين تُضيئان مسارات الفن المهاجر، ويقدمان مقاربات نقدية تنبع من تجارب كتّاب وباحثين مغاربة وهولنديين.
شعر يختبر المعنى، وسينما تتلمّس أثر الرحلة
في سينما ألكسار، تُقام أمسية شعرية مهداة لروح الشاعر الهولندي الكبير ريمكو كامبيرت، تتخللها قراءات مترجمة يقدّمها شعراء من المغرب وهولندا، قبل عرض الفيلم الوثائقي “ابن بطوطة” للمخرج محمد بلحاج. ويخصّص المهرجان لقاءً مفتوحًا مع الإعلامية فاطمة الإفريقي، في مساحة تسمح بالحوار حول الإعلام وأسئلته الراهنة.
اختتام يكرّم المسار ويحتفي بالصوت
ويختتم المهرجان فعالياته بحفل موسيقي للثنائي الهولندي إينيكي هيرستل ودانييل باسكال، ثم بتكريم الإعلامي والشاعر شكري البكري، قبل أن يُسدل الستار مع سهرة يحييها الفنان سلطان نور رفقة فرقة مشاعل، في ليلة تستعيد طاقة المهرجان وتعيدها إلى جمهور المدينة.
علاء البكري



