من تطوان، تُطلّ الدورة الثانية عشرة من مهرجان الفدان للمسرح محمّلة بروح الاعتراف؛ لحظة وفاء لوجوهٍ أسهمت، كلٌّ من موقعها، في حماية وهج الركح وتعزيز حضوره بين الناس.
عبد العزيز الخليلي: عين تلتقط ما يعجز الضوء عن قوله

يتصدّر عبد العزيز الخليلي قائمة المُكرَّمين، وهو المصوّر الذي جعل من العدسة جسرًا نحو الذاكرة المسرحية. رافق الخليلي العروض في تنقلاتها، وحفظ تفاصيلها الحارّة، واستطاع أن يخلّد نبض اللحظة حين ترتجف الخشبة تحت خطوات الممثل، وهكذا تحوّل التصوير معه إلى ممارسة تحفظ روح الفن من التلاشي.
عبد الكريم الجبلي: نبض الشمال فوق الركح

ويأتي عبد الكريم الجبلي بصوته المسرحي الذي يحمل دفءَ الشمال وصدق الموهبة. حضوره رسّخ علاقة فريدة مع الجمهور، وترك في المشهد الكوميدي والمسرحي علامات تُقرأ في الذاكرة بوضوح، أما مساره فأشبه بخيط ممتد من التجربة الأولى إلى آخر وقفة أمام المتفرجين.
بشرى أهريش: حضور يمشي على خطّين من الضوء

أما بشرى أهريش، فتنفتح تجربتها على المسرح والدراما معًا. اختارت الاشتغال بهدوء وبحثٍ مستمرّ، فصارت واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الفن المغربي، تتقدّم بين العوالم بخطوات ممثلة تعرف سرّ الشخصية وتُحسن الإنصات لهمسها الداخلي.
رؤية تتّسع للممارسين والجمهور معًا
وتتواصل الدورة ببرمجة تتضمن عروضًا مسرحية وورشات تكوينية ولقاءات حوارية، في أفق يسعى إلى تجديد الدماء الفنية داخل المدينة، وتوفير مساحات أوسع للتكوين واكتشاف المواهب. وهكذا يتحول المهرجان إلى بيت يحتضن الفنانين، ويُعيد للتجربة المسرحية بريقها.
علاء البكري



