الطلاق أبغض الحلال عند الله، وقد جاء القرآن الكريم ليحذر منه ويضعه كخيار أخير، بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح والتفاهم. يرغب الإسلام في الحفاظ على الأسرة كوحدة أساسية للمجتمع، ويحث الزوجين على الصبر والمصالحة قبل اللجوء إلى الانفصال، لأن استقرار الأسرة هو أساس الطمأنينة النفسية والاجتماعية لكل أفرادها، خاصة الأطفال.
توجيهات قرآنية ونبوية
قال الله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»، مؤكدًا على أن الصبر سبيلٌ للحفاظ على الروابط الأسرية. وقد أوصى النبي ﷺ باللين والمودة، فقال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، مذكّرًا أن التعامل بالرحمة والتفاهم هو الأساس، وأن الطلاق لا يكون إلا عند استحالة التفاهم، مع مراعاة العدل والكرامة لكل الأطراف.
حماية الأسرة والمجتمع
الطلاق، حين يصبح ضرورة قصوى، يجب أن يتم وفق الضوابط الشرعية التي تحمي المرأة والطفل، وتخفف أثر الانفصال النفسي والاجتماعي. الإسلام حدد الحقوق والواجبات بدقة: الحضانة، والنفقة، وحقوق الزيارة، لضمان استمرار الحياة الأسرية في إطار من العدالة والرحمة، بعيدًا عن الأذى أو الظلم.
الدعوة إلى الإصلاح والصبر
الإسلام يضع أمام الزوجين سبل الإصلاح: الحوارات الهادئة، الاستعانة بالوسطاء العادلين، والحرص على مصالح الأسرة والأطفال. الطلاق ليس حلًا أولًا بقدرما هو خيار أخير عند استحالة العيش المشترك، وهو دليل على المسؤولية تجاه النفس والآخرين، لا ضعف الإرادة أو تجاهل الالتزامات.
مسؤولية المجتمع
المجتمع الإسلامي مسؤول عن دعم الأسر، ونشر الوعي حول حرمة الطلاق وأثره النفسي والاجتماعي، وتقديم المساندة للمتضررين، مع التركيز على الإصلاح والتأهيل النفسي، بما يضمن استقرار الأسرة وحفظ كرامة الأفراد، ويجعل الطلاق خيارًا نادرًا يلجأ إليه الإنسان بعد كل محاولات الإصلاح.
تحرير: علاء البكري


