المرأة في قلب السلام الإفريقي: رؤية مغربية تعيد صياغة مستقبل الأمن بالقارة

- Advertisement -

شكّلت مشاركة نزهة بوشارب، ممثلة شبكة FemWise-Africa في المغرب، محطة لافتة ضمن أعمال المنتدى الإفريقي رفيع المستوى حول المرأة والسلام والأمن المنعقد في تونس. وقدمت خلال مائدة مستديرة رؤية شمولية تُبرز الدور المركزي للمرأة في مواجهة التحديات التي تهدد أمن القارة واستقرارها.

المرأة في قلب مسارات الوقاية وصناعة الاستقرار

وأوضحت بوشارب أن إشراك النساء في جهود بناء السلام يمثل ركيزة أساسية لضمان مستقبل آمن ومزدهر لإفريقيا. فحضور المرأة في آليات الوقاية وتعزيز القدرة المجتمعية على الصمود يُسهم في توسيع مساحات الحوار وتثبيت عناصر الثقة داخل المجتمعات، خصوصًا في المناطق التي تشهد توترات أو نزاعات.

تهديدات ناشئة تُعيد تشكيل خريطة المخاطر بالقارة

وخلال النقاش، تناولت بوشارب تعدد التهديدات التي تواجهها إفريقيا اليوم، من إرهاب وتطرف عنيف ونزاعات طائفية وتوترات محلية، إلى تحديات متصلة بالمناخ والكوارث البيئية. كما تحدثت عن مخاطر جديدة عابرة للحدود، أبرزها الجرائم الإلكترونية والتضليل الإعلامي، مؤكدة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تنسيقًا إقليميًا واسعًا وإستراتيجيات مشتركة.

المغرب… تجربة ترسّخ الحضور النسائي في الوساطة

واستحضرت بوشارب التجربة المغربية في إرساء فروع شبكة FemWise-Africa، مشيرة إلى أن المغرب كان من أوائل الدول التي بادرت إلى إطلاق فرعه الوطني. ويستند هذا الفرع إلى تعبئة كفاءات نسائية فاعلة في الوساطة وملاحظة الانتخابات والدبلوماسية الوقائية، مع تطوير منصات للتكوين والتفكير الإستراتيجي، دعمًا لجهود الاتحاد الإفريقي في ترسيخ المشاركة النسائية وفق القرار الأممي 1325 وأجندة 2063.

رؤية ملكية تُعزز مكانة المرأة في المجتمع

وبصفتها رئيسة مؤسسة التواصل النسائي الدولي، أكدت بوشارب أن المملكة تعتبر المساواة قيمة مؤسسة في مشروع المجتمع الديمقراطي الحديث، انسجامًا مع الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس. وتوقفت عند الجهود الوطنية للنهوض بحقوق النساء، خصوصًا الإطلاق الرسمي لتمديد خطة العمل الوطنية الخاصة بتنفيذ قرار الأمم المتحدة 1325، وهو تمديد بُني على ركائز رسخت حضور المغرب في مجالات الوساطة، وحفظ السلام، ونشر ثقافة السلم، ومحاربة التطرف العنيف، إلى جانب التمكين الاقتصادي للنساء.

نحو أجندة إفريقية جديدة من أجل المرأة والسلم

واختُتم المنتدى الإفريقي برؤية جامعة تسعى إلى رسم ملامح العقد المقبل من العمل المشترك في مجالات المرأة والسلام والأمن، ضمن مسار يمتد حتى سنة 2035، وبانسجام مع أهداف أجندة 2063. وتوزعت الجلسات على محاور تناولت دور المرأة في صناعة السلام في إفريقيا، وتفعيل الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتعزيز المنظومات المؤسسية للقضاء على العنف الموجّه ضد النساء والفتيات، في ظل نظام عالمي سريع التحولات.

تحرير: علاء البكري