في أجواء احتفالية، احتضن مقرّ إقامة السفير المغربي المعتمد لدى جمهورية أذربيجان عرضاً للأزياء سلط الضوء على القفطان المغربي، بعد أن صادقت اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على إدراجه ضمن قائمة التراث غير المادي العالمي. وجمع هذا الاحتفاء بين الدبلوماسية والثقافة والفن، بحضور مختلف التمثيليات الدبلوماسية وشخصيات فنية واقتصادية، ليشكل لحظة تاريخية تعكس الاعتراف الدولي بما يمثله القفطان من هوية وطنية وإبداع متواصل عبر قرون.
القفطان… رمز الأناقة المغربية
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد السفير المغربي بباكو، محمد عادل أمبارش، أن القفطان يعد أحد أكثر التجليات رمزية وخلوداً للأناقة المغربية، مشيراً إلى أنه موجود منذ قرون، تطور عبر الأجيال وتجدد باستمرار. وأضاف أن العديد من الشخصيات الدولية ارتدته بفخر، وأن بيوت أزياء عالمية استلهمت تصاميمها منه، بما في ذلك كريستيان ديور وإيلي صعب وأوسكار دي لا رينتا وإيف سان لوران، وبعضها خصص مجموعات كاملة مستوحاة من القفطان المغربي.
أصالة تتجدد عبر الحرف اليدوية
وسلط العرض الضوء على المئات من الخياطين والمصممين والحرفيين الذين حافظوا على إرث القفطان عبر القرون، وضمنوا أن تظل المرأة المغربية أنيقة ومتميزة في كل مناسبة. وأبرزت زوجة السفير، عائشة البخاري، تفرد القفطان المغربي، مشيرة إلى أن كل قطعة تحمل تصميماً فريداً يميزها عن غيرها، ما يجعل كل قفطان تحفة خاصة تجسد تنوعاً وانسجاماً بين الأصالة والحداثة.
القفطان بين التراث والحداثة
وتضمن الاحتفال شرحاً تفصيلياً لشكل القفطان التقليدي والعصري، وكذلك عناصره المصاحبة مثل التكشيطة والجبادور، مما ساعد الجمهور الأجنبي على فهم ثراء هذا الإرث الثقافي الرمزي، وتطوره عبر التاريخ، وما يمثله من توازن بين الجمال والوظيفة والرمزية.
الجهود مستمرة لحماية التراث
وأكدت هند جودار، رئيسة جمعية “طريق الحرير والأندلس”، أن إدراج القفطان ضمن قائمة التراث العالمي محطة مفصلية، داعية إلى تعزيز دعم الحرفيين وتوفير منصات مستدامة تضمن لهم الاستمرارية وتحافظ على جودة الصناعة التقليدية المغربية. كما أشارت إلى أهمية تشجيع الأجيال المقبلة على تعلم الحرف المرتبطة بالقفطان، لضمان انتقال الإرث الثقافي عبر الزمن.
تحرير: علاء البكري



