الرباط تتوّج مسارات نسائية تصنع الأثر

- Advertisement -

 

احتضنت العاصمة الرباط،  أمس الثلاثاء، لحظة احتفاء لافتة بمبادرات نسائية جعلت من الإبداع والعمل الميداني رافعة للتغيير، بتتويج أربعة وثلاثين مشروعًا في إطار الدورة العاشرة لجائزة “تميّز للمرأة المغربية”، التي تروم إحداث أثر ملموس في النهوض بأوضاع النساء داخل مختلف جهات المملكة.
وتنظم هذه الجائزة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في سياق وطني يضع تمكين المرأة في صلب خيارات التنمية المستدامة، ويعزز حضورها كفاعل مركزي في الدينامية الاجتماعية والاقتصادية.

مقاربة مجالية لتكافؤ الفرص

وتميّزت دورة هذه السنة باعتماد مقاربة ترابية وجهوية، سعت إلى ترسيخ مبادئ العدالة المجالية، وتعزيز الأثر الاجتماعي للجائزة، مع توسيع دائرة الاستفادة لتشمل الوسط القروي والمجالات النائية، بما يضمن تكافؤ الفرص بين النساء في مختلف ربوع المملكة.
هذا الاختيار المنهجي منح الجائزة بُعدًا عمليًا، وحوّلها من فضاء رمزي للتكريم إلى آلية مواكبة حقيقية لمشاريع تنبع من الحاجيات المحلية وتستجيب لخصوصياتها.

المرتبة الأولى: مشاريع تقودها نساء من قلب الميدان

آلت المرتبة الأولى إلى باقة من الجمعيات والتعاونيات التي جسّدت قدرة المرأة المغربية على الابتكار والصمود، من بينها جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدارس حسن العرائشي، وتعاونية المستقبل للطحالب البحرية، وجمعية النور لتأهيل المرأة القروية بسيدي داود، إلى جانب تعاونيات فلاحية وحرفية من قبيل «تيتماتين»، و«تايتماتين»، و«زوند زيك»، و«أولاد ساسي»، و«إيكو فيليت الداخلة»، فضلاً عن جمعية قافلة نور الصداقة، وجمعية التضامن النسوي.

المرتبتان الثانية والثالثة: تنوّع في الرؤى ووحدة في الهدف

وعادت المرتبة الثانية لمشاريع تمثل مجالات متعددة، من التنمية الاجتماعية إلى الاقتصاد التضامني، من بينها جمعية رؤى للتنمية الاجتماعية والثقافية، وتعاونيات «إيكو وازيس زاكورة»، و«هوم سيكريت»، و«سكوري للخياطة»، و«الناهة» للبخور والعطور، إلى جانب مبادرات فردية ومشاريع شبابية حملت روح «الفرصة الثانية».
أما المرتبة الثالثة، فكانت من نصيب تعاونيات وجمعيات واصلت الاشتغال في صمت على تمكين النساء، مثل تعاونية «بيو سليم»، و«بيان»، و«أرض الكنوز»، وتعاونية صوف أولاد الديك، وجمعية الندى لاستقبال وتأهيل النساء في وضعية صعبة، إلى جانب تعاونيات نسيج وأعشاب وصناعات تقليدية.

وزيرة التضامن: الجائزة ثقافة اعتراف ومسار مواكبة

وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، أن جائزة “تميّز للمرأة المغربية” تكرّس ثقافة الاعتراف بالتجارب النسائية التي تصنع الفرق على أرض الواقع، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال الصاعدة.
وأبرزت أن دورة هذه السنة تحمل دلالة خاصة، باعتبارها تتوّج عقدًا كاملًا من الاحتفاء بالمرأة المغربية كقوة اقتراح وبناء، مشيرة إلى أن اعتماد المقاربة المجالية شكّل تحولًا نوعيًا يهدف إلى تقليص الفوارق بين الجهات وتعزيز تكافؤ الفرص.

أرقام ودلالات: 718 ترشيحًا ومسار وطني متواصل

من جهتها، شددت رئيسة لجنة التحكيم، مريم بنصالح شقرون، على أن الجائزة تشكّل مسارًا وطنيًا مستمرًا للاعتراف بدور المرأة المغربية وقدرتها على الإبداع وإحداث أثر مستدام، معتبرة أنها تنسجم مع الرؤية الملكية التي جعلت من المرأة رافعة أساسية للتنمية.
وسجلت الدورة العاشرة مشاركة واسعة، تمثلت في 718 ملف ترشيح، من بينها 658 مشروعًا تقدمت بها نساء، مقابل 60 مشروعًا تقدم بها رجال، وهو ما يعكس دينامية متنامية وروح مبادرة قوية داخل المجتمع.

«تميّز للمرأة المغربية»: من التتويج إلى الاستدامة

وتحمل الجائزة، المنظمة تحت شعار “تميّز المرأة المغربية: إبداع وريادة”، رؤية تتجاوز لحظة التتويج، إذ ستواكب 71 مبادرة بلغت المراحل النهائية عبر الدعم والتوجيه والتيسير نحو التمويل، بما يعزز استدامة المشاريع وأثرها المجتمعي.
هكذا تواصل جائزة “تميّز للمرأة المغربية” ترسيخ موقعها كمنصة وطنية للاحتفاء بالفعل النسائي الخلّاق، وربط الاعتراف الرمزي بالفعل التنموي الملموس.
علاء البكري