في مساء يفيض بالبهاء، تلونت جدران باب الوداية بالرباط بأطياف الذاكرة المغربية، وهو يحتضن النسخة الأولى من مهرجان “أقدم قفطان في المغرب”، الذي نظمته الجمعية المغربية للثقافة والتراث بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في احتفال أعاد للتراث نبضه، وللقفطان حكايته الأولى.
لحظة وفاء قبل احتفاء بالهوية
واستهلت الأمسية بلحظة صمت مؤثرة، ترحمًا على أرواح ضحايا فيضانات آسفي، في مشهد امتزج فيه الحزن بالوقار، قبل أن يصدح النشيد الوطني، معلنًا انطلاق احتفال مفعم بالفخر والانتماء، في سياق وطني استثنائي عقب إدراج القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الإنساني لمنظمة اليونيسكو.
رحلة بصرية في جغرافيا القفطان المغربي
وتوالت فصول الأمسية بعرض شريط وثائقي قصير، وثّق تنوع القفطان المغربي عبر جهات المملكة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، كاشفًا عن غنى هذا الزي التقليدي وتعدده الجمالي.
بعدها، اعتلت المنصة نماذج من أقدم القفاطين التقليدية، وقد بدت وكأنها تحكي بنفسها سيرة زمن طويل، مشبعة بالألوان والزخارف والرموز، لتأخذ الحضور في رحلة عبر التاريخ، حيث الأصالة تتقاطع مع الجمال.
القفطان: ذاكرة حية وهوية متوارثة
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت بشرى النقرة، رئيسة الجمعية المغربية للثقافة والتراث، أن هذا المهرجان يحمل بعدًا وطنيًا عميقًا، ويطمح إلى إحياء الذاكرة الثقافية المغربية من خلال قطع تراثية نادرة تناقلتها العائلات جيلاً بعد جيل.
وأبرزت أن الاحتفاء بالقفطان يوازيه تقدير لدور الحرفيين والمصممين، الذين أسهموا عبر الزمن في صون هذا الفن الأصيل وضمان استمراريته في الحاضر والمستقبل.
أمسية تختتم بصورة المغرب الأصيل
ومع إسدال الستار على هذه الأمسية، غادر الحضور وهم يحملون في وجدانهم صورة المغرب الأصيل، مؤمنين بأن حماية التراث مسؤولية جماعية، وبأن القفطان المغربي يتجاوز كونه لباسًا تقليديًا، ليغدو قصة وهوية وذاكرة جماعية، حاضرة في الزمن، ومتجددة في المكان.
علاء البكري


