اختتام الدورة 101 من مهرجان حب الملوك

- Advertisement -

في تظاهرة ثقافية واجتماعية متجذرة، اختتمت نهاية الأسبوع بمدينة صفرو، فعاليات الدورة الـ101 من مهرجان حب الملوك، التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) والمجلس الجماعي للمدينة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

عروض فنية وكرنفال احتفالي

وشهدت هذه الدورة، التي استمرت على مدى خمسة أيام، تقديم باقة غنية من الأنشطة الفنية والثقافية والاقتصادية، من أبرزها حفل اختيار ملكة حب الملوك ووصيفتيها.

بالإضافة إلى كرنفال استعراضي أضفى على المدينة أجواء ساحرة تنضح بالألوان والإيقاعات، وتستعرض جمالية اللباس المحلي وفنون الزينة الشعبية.

واحتضنت منصتان بالمدينة سهرات موسيقية كبرى، بمشاركة فنانين مغاربة مرموقين، أحيوا ليالي المهرجان التي تجمع بين الإبداع المعاصر والنغمة التراثية.

دينامية اقتصادية وسياحية

كما راهنت هذه الدورة على تعزيز الإشعاع الاقتصادي والسياحي لمدينة صفرو، من خلال معارض للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفضاءات مخصصة للمنتوجات الفلاحية والصناعة التقليدية، إلى جانب عروض فنون التبوريدة التي تضفي طابع الفروسية والبهاء المغربي الأصيل.

وعلى هامش التظاهرة، أقيمت ندوات فكرية ومعارض تراثية، تروم توثيق الذاكرة المحلية، وإبراز الغنى الثقافي والتاريخي لمدينة صفرو، المعروفة بأسوارها العتيقة وأحيائها المتشابكة ومآثرها الضاربة في القدم.

رمزية الكرز وعبق التراث

فاكهة الكرز، أو “حب الملوك”، ليست فقط رمزًا لفصل الصيف، بل صارت في صفرو رمزًا للفرح والتواصل والتعبير عن الهوية المحلية، إذ ينسج حولها المهرجان طقوسًا فنية وشعبية، تعكس المهارات الحرفية والتقاليد الاحتفالية والمهارات الفلاحية. 

ونالت هذه الرمزية اعترافًا دوليًا، حين صنفته منظمة اليونسكو سنة 2012 ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

ومنذ انطلاقته سنة 1919، لم يكن مهرجان حب الملوك مجرد احتفال بفاكهة الكرز، بل صار تقليدًا حيًّا يُجسد روح التراث اللامادي المغربي، وحدثًا سنويًا يضيء الذاكرة الجماعية لساكنة صفرو، ويعكس تنوعها الثقافي والديني، وغنى نسيجها الاجتماعي، في انسجام تام بين الأصالة والتعايش.

مهرجان بتوقيع التعايش والتسامح

وفي قلب هذه التظاهرة، أكدت صفرو مجددًا على مكانتها كمدينة للحوار والتسامح، ومجتمع يحتفي بالاختلاف ويحتضن التعدد، وهو ما جسدته الأجواء العامة للمهرجان التي تتناغم فيها أصوات الفن مع نداء الذاكرة ودفء المعيش الجماعي.

ففي كل دورة، تتحول صفرو إلى مسرح مفتوح للتلاقي الإنساني، وفضاء يحتفي بجماليات الحياة، بما تحمله من فاكهة وفن وتقاليد وابتسامات عابرة تنسج على وقعها لحظات لا تُنسى.